يُحكى أن عاملًا في مصنع للسكر عاد إلى منزله في الليلة بعد تفريغ حمولة قدرها مائتي طن من السكر، وبعد أن أنهكه التعب وصل منزله وهو في غاية الإرهاق كي يستريح ، ويأكل ما يسد به رمقه ، وبعد تناول الطعام البسيط الذي أعدته زوجته ، والذي كان يخلو مما يحرك المعدة ويجذب الأنف جلس في انتظار كوب الشاي الساخن الذي سيجعل مزاجه أفضل ، وبعد غياب زوجته لفترة في المطبخ جاءت وبيدها كوب الشاي ذو الرائحة النفاذة ، فاعتدل الرجل في جلسته قبل أن يتناول كوبه المنشود ، ولكن مدت الزوجة يدها أولًا وفتحت علبة السكر كي تضع لزوجها بضع حباتٍ منه كما يحب ، فلم تجد به ولا حبةٍ واحدة .
فنظرت إلى زوجها في صمت ودهشة ثم نظر الاثنان معًا إلى العلبة الفارغة ، وحينها قال الرجل لزوجته في صدمة : أعمل في مصنع للسكر ، واليوم فقط فرغت مائتي طن من السكر بيدي هاتين ، وبيتي ليس فيه حبة واحدة منه ، أليس هذا مضحك فانفجر الزوجان في الضحك على هذا الموقف و قالا حينها ” حقًا شر البلية ما يضحك ” .
عهد رستم