دعونا نتفق بدايةً ، على أن السماح بعودة وسائط النقل العامة والخاصة للعمل ضمن المحافظة الواحدة ، لا يعني بأي حال من الأحوال أن خطر الكورونا قد زال من بلدنا ، وأن الإصابة به غير ممكنة ولا محتملة أبداً ، بعد هذه الفترة من الإجراءات الاحترازية ، وحظر التجول.
وما يقال عن النقل الجماعي ، يمكن قوله عن الأسواق والمحال التجارية والفعاليات الحرفية والمهنية والصناعية ، بل يمكن تأكيد أن السماح بإعادة فتحها ومزاولتها عملها ، إنما كان لدواعٍ معيشية اقتصادية مجتمعية بحتة ، ولم يكن إشعاراً بانتهاء وباء كورونا ، أو نظافة بلدنا منه نهائياً .
ولهذا نقول : ما رأيناهُ باليوم الأول من عودة وسائط النقل العامة للعمل ضمن محافظتنا ، والنقل الداخلي بمدينة حماة ، ومارأيناه – ونراه – بالأسواق يومياً ، هو عنوان عريض للاستهتار بالإجراءات الوقائية للتصدي لفيروس كورونا ، وغياب للوعي التام بضرورة الحماية الذاتية والمجتمعية من التعرض لأي إصابة محتملة بالفيروس أو انتقال العدوى من مصاب إلى سليم .
بالطبع ، نحن ندرك أن الحاجة إلى العمل ، والعيش ، وتوفير أسباب الحياة ، والظروف الاقتصادية الصعبة ، وغياب الدعم الحكومي المادي للمواطنين في هذه الظروف التي يفترض أن تلزمهم بيوتهم ، ريثما تعلن منظمة الصحة العالمية ، زوال خطر فايروس كورونا على مستوى العالم ، هي السبب الرئيسي في هذا الازدحام العجيب ، والتخلي عن تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس ولو بالحدود الدنيا.
ولكن ينبغي ألاَّ يكون كل ذلك سبباً للاستهتار التام أو الجزئي بالسلامة العامة ، التي يمكن بأي لحظة أن تتدهور ، وأن يعيدنا تدهورها إلى نقطة الصفر لا سمح الله.
وباعتقادنا ، ينبغي الاستمرار بتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس ، والتأكيد عليه عملياً وليس نظرياً ، في ظل دعم حكومي فاعل يغطي حاجة الناس من الغذاء والكساء ( ونؤكد على فاعل ) ريثما تتلاشى هذه الجائحة أو الوباء أو الداء الفتاك سمِّه ما تشاء .
ويجب ألاَّ يشعرنا عدد الإصابات القليل في بلدنا ، بالتباهي بأننا خارج دائرة الخطر ، وبأننا نحن السوريين أقوى من هذا الفيروس اللعين .
ففي الحقيقة وبالواقع و علمياً ، نحن لسنا أقوى منه، ولن نكون إلاَّ بتنامي الوعي واتخاذ التدابير الوقائية التي تبعده عنا.
محمد أحمد خبازي