استعادت صالات السورية للتجارة بمصياف عافيتها بعد التغييرات الأخيرة فيها ، وأصبحت مقصداً للمواطنين الذين بدؤوا بالتهافت إليها، ليجدوا فيها كل ما يحتاجونه من مواد غذائية وغير غذائية ، وبأسعار تقل عن مثيلها بالسوق ما نسبته 30 بالمئة، ولتصبح بحق عنواناً عريضاً للتدخل الإيجابي لصالح المواطن ، وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة التي طال الغلاء الفاحش فيها كل شيء .
وباعتقادنا ، التغيير الجذري الذي شهدته صالات مصياف وانعكس على المواطنين مباشرةً ، ودور السورية للتجارة كذراع اقتصادية قوية للحكومة ، ينبغي أن يعمم على كل الصالات الأخرى التي يعاني المواطنون من إغلاقاتها المبكرة وشح موادها كما في السقيلبية وريف سلمية ، ليشعر المواطن فعلاً أن السورية للتجارة أمست قريبةً من حياته ، وأنها وجدت لخدمته ، وخصوصاً بعد الدعم الرئاسي الذي أُعطيَ لها، لتكون تاجراً قوياً بالسوق.
وبالطبع هي قادرة على أن تكون ذلك التاجر الوطني القوي النظيف ، إذا ما كسرت الصورة النمطية لها من تحكم التجار بها وبالأسواق لا العكس ، وإذا ما استطاعت أن تكسر الحلقات الوسيطة في استجرارها المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية وغير الغذائية ، وتطرحها بصالاتها للمواطنين ، الذين يرون فيها الملاذ الآمن من جشع التجار وتلاعبهم بالأسعار.
نأمل من كل قلبنا أن تعمل السورية للتجارة في محافظتنا وغيرها ، على أن تكون بالفعل الملاذ الآمن للمواطنين بما مُنحَت من صلاحيات واسعة ودور فاعل ، وقادر على إحداث التغيير الحقيقي بالسوق.
محمد أحمد خبازي