تحدثت ومن هنا من على هذا المنبر ( على ضفاف العاصي ) ومنذ أكثر من عام مخاطباً أدباء مدينتي التي أحب ( حماة) حول ضرورة العمل الثقافي بشكل يليق بتاريخ مدينتنا وعراقتها وأصالة ثقافتها ورموزها الوطنية ولا يمكن أن ننجح إن لم نتعاون ونمدّ أيدينا تجاه بعضنا للمضي نحو مشروع ثقافي وطني سوري يمثلنا جميعاً ..يمثّل الحركة الثقافية الحقيقية بكامل طاقمها ورموزها ..وطلبت آنذاك الإفادة من تجارب أخوة لنا في مدن ومحافظات أخرى مثل حلب وحمص على سبيل المثال لا الحصر إذ رأينا أن ثمة ملتقيات أدبية نشطة أهلية في بعضها تقوم بفعاليات مجتمعية هامة وفي بعضها بالتعاون مع المراكز الثقافية مذكراً آنذاك أيضا بتاريخ حماة الثقافي والعدد الكبير من الملتقيات والمنتديات والصحف والمجلات التي كانت عليه ..الخ وتحدثت عن تلك الإصدارات الهامة والتي وثقت للحركة الثقافية أو الشعرية في حلب وحمص والتي رأت النور من خلال مجموعة أدباء وشعراء تداعوا للعمل ككتلة واحدة بهداف واحد سامي وطني ألا وهو خدمة ثقافة المدينة ..نعم هيئة بأعداد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة تواصلت وبمهنية فائقة مع جميع الأدباء والشعراء وطلبت منهم تقديم ما يخدم مشروعهم الثقافي ومن ثم تواصلت هذه الهيئة مع جهات ثقافية رسمية ( مديرية الثقافة – اتحاد الكتاب العرب ) وعملت ومن خلال علاقتها مع هيئات مدنية على طباعة ما يوثق للحركة الثقافية وبأجزاء عدّة وبفنية عالية راقية وبرعاية شبه رسمية وتم توزيع الإصدار على الهيئات الثقافية كاملة كـ اهداءات وأيضا على جميع الأدباء الذين شاركوا ( ناقد – منقود ) والخ
كتبت حينها وتمنيت على الجهات الثقافية الرسمية ( مديرية الثقافة – اتحاد الكتاب العرب
) دعوة جميع الكتاب والأدباء ولمرتين على الأقل في العام والتباحث معهم في وضع آلية ما للنهوض بالواقع الثقافي والتوثيق لحيثياتها ..
وما دفعني لإعادة هذا النداء أو هذه الدعوة ما نراه وبمقارنة بسيطة مع ( حماتنا ) في تلك المدن من حيوية في نشاطاتها رغم الحجر والحظر إذا ما استثنينا ما تقوم به مديرية الثقافة من فعاليات والعمل على بثها مباشر على صفحتها ..نجد أن لا حراكا ثقافيا ولو بأدنى درجاته في اتحادنا اتحاد الكتاب العرب مثلا .. ولا ملتقيات ثقافية أصلا حتى ننتظر نشاطاتها ..
أتمنى من أخوتي الأدباء أن يوظفوا بعض طاقاتهم لخدمة الإبداع والثقافة في مدينتنا وهذا لا يحتاج إلى عناء كبير ولكن إلى تواصل فيما بينهم والتأسيس لملتقى افتراضي في العالم الافتراضي نلتقي فيه ونتحاور فيه ويكون هو الصالون الحي والحيوي لنا جميعا أدباء حماة وكتابها وشعرائها ولنا في (مقهى حلب الثقافي الأسبوعي) في حلب أسوة حسنة ..هذا الملتقى الذي يديره ومنذ سنوات صديقنا الشاعر محمد بشير دحدوح وكان اللقاء كل يوم سبت في مقهى حلب ومن خلال خطواته الهامة والمدروسة والمبنية على مشروع حضاري ثقافي نقدي استطاع أن ينال ثقة ومحبة أبناء حلب من شعراء وكتاب وما إن صدرت قرارات الحجر والحظر حتى نشط في العالم الأزرق الرحب وكان خير نشاطه وأميزه مادرج عليه منذ بداية شهر رمضان إذ بدأ يستضيف أديبا سوريا من خلال نص ما وسيرة ذاتية مقتضبة عنه ومن ثم يبدأ النقد وتقييم النص من خلال أدباء حلب كبار شكلوا ومن خلال تجربتهم الممتدة لعقود ذاك الحيّز المهيب فكان حضورهم قيمة مضافة للمقهى الثقافي و للشاعر او الأديب الضيف وللمشهد الثقافي ككل
..من أمثال ومع حفظ الألقاب ( محمد قجة – محمد أبو معتوق – أحمد يوسف داود – عبد الكريم الناعم – عصام ترشحاني – عبد الفتاح قلعجي – عدنان كزارة – عبد الجواد الصالح – صالح سلمان – أديل برشيني- وغيرهم من أدباء وشعراء أثروا المكتبة الثقافية السورية بجميل إصداراتهم -) الخ
السؤال الهام : لماذا نحن في حماه نفتقد تلك الأجواء المترفة الراقية من الحيوية الثقافية ؟؟!!
لماذا عجزنا عن التداعي لاجتماعات نتحاور فيها بمختلف قضايا الثقافة والفكر والإبداع ؟؟
نحن في حماة نحتاج إلى( المبادرة ) التي نأمل أن تخرج من أدباء لهم رصيد كبير من المحبة في قلوب الجميع وينالون ثقة الجميع وهم كثر في هذه المدينة إن لم نقل جميعهم على سوية عالية من الأصالة
نعم نحتاج..إلى المزيد من التعاون والتشاور والتحابب والتعاضد في سبيل انجاز مشروع ثقافي وطني يليق بمدينة تطفح بالماء وبالغناء كحماة