يعاني الناس اليوم الأمرين من ارتفاع جنوني بالأسعار عموماً ، وبالمواد الغذائية الضرورية لحياتهم اليومية خصوصاً، ولعل أبرزها الخضروات والفاكهة.
وإذا كان الاحتكار وتحكم التجار بتلك المواد وأسعارها وتهريبها ، هو السبب الرئيسي بجنون أسعارها اليومي معاناة المواطنين ، فإن لذلك سبباً آخر هو من أهم الأسباب المفضية إلى النتائج المؤسفة، التي تعذب المواطنين في لقمة عيشهم.
ونعني هنا شح بعض المواد وندرة أخرى ، وهو ما يجعلها قليلة بالسوق في عزِّ موسمها ، ومرتفعة السعر رغم أنها محلية المنشأ !.
وباعتقادنا ، عزوف المنتجين عن الزراعة ساهم بما تعاني منه الناس اليوم .
وبالطبع ، المنتجون معذورون في عزوفهم ، فهم يعانون في الزراعة والري وجني الغلال وفي تصريف الإنتاج أيضاً !.
فماذا يعني مثلاً أن تكلف زراعة دونم بالبطاطا 600 ألف ليرة ، ويبيع المنتج إنتاجه بـ 400 ألف ليرة ؟!.
وعلى ذلك يمكن قياس مردود الحمضيات والبندورة والقطن والشوندر السكري و.. و.. و.. وغير ذلك كثير من المحاصيل والمنتوجات الزراعية التي خرجت من دائرة الإنتاج ، لأن تكلفة زراعتها أكبر من عائدية إنتاجها.
باعتقادنا، حتى يكون الناس بخير ، يجب أن يكون الفلاح بألف خير ، فبلدنا زراعي أولاً وأخيراً ، فالزراعة هي أسُّهُ وأساسُهُ ، وكل النشاطات والفعاليات الاقتصادية الأخرى ( الصناعة ، التجارة ، السياحة) هي من ملحقاتها ، وواهمٌ من يظنُّ غير ذلك.
لذلك نقول : الزراعة ثم الزراعة ثم الزراعة ، أي دعم الفلاح والمنتج بكل وسائل وأسباب الدعم.
محمد أحمد خبازي