تتجه الحكومة اليوم نحو استثمار كل شبر أو متر مربع بالزراعة ، بل حتى سطوح الدوائر الحكومية والمنازل إذا أمكن ، والتعبير لرئيس الحكومة المهندس عماد خميس في معرض إطلاقه الاستراتيجية الوطنية للتنمية الزراعية بمنطقة الغاب يوم أمس الجمعة ، ومن المركز الثقافي بمدينة السقيلبية.
ومهما يكن من أمر هذا التوجه ، متأخراً أو بوقته ، حقيقياً أو إعلامياً فقط ، قابلاً للتطبيق أو طوباوياً ، فهو مهم جداً إذا لمسنا له آثاراً منذ اليوم على الأرض وبالميدان وفي حقول المزارعين وأراضي الفلاحين الزراعية !.
فالكلام كما تعرفون سهلٌ جداً ، وإطلاق الخطط والبرامج أسهل بكثير ، وخصوصاً بالأزمات ، إذا لم يكن على ذلك رقيبٌ أو له حسيبٌ ، والمصداقية مرهونة بالتنفيذ الجدي ، والجدوى محكومة بالفاعلية والأثر بالأرض.
وما نأمله أن تترجم الحكومة توجهاتها وتعاقب كل مقصر في تنفيذ قرارتها حتى تنهض الزراعة السورية بشقيها النباتي والحيو.اني .
فنحن نعرف البئر وغطاءه ، وما فوق الطاولة وتحتها ، وقد كتبناه غير مرة ولكننا ما أسمعنا حيّاً وذهبت كتاباتنا أدراج الرياح !.
ونعود إلى اجتماع الحكومة ذاك ، لنقول : لقد تم فيه التأكيد على استلام كل إنتاج سورية من القمح ، وفق السعر التشجيعي 400 ليرة للكيلو الذي أفرح الفلاحين كونه يحقق لهم الموازنة بين التكاليف الإنتاجية والبيع والربح النسبي ، وهذا أمر جيد فعلاً أن يشعر الفلاح بأنه غير مغبون ، وأنه محميٌّ من تجار السوق السوداء.
وبالطبع سيتم استلام إنتاج المحافظة المقدر بـ 170 ألف طن ، وتم حتى صباح اليوم استلام قرابة 27 ألف طن بجميع مراكز المحافظة.
وتشير المعطيات أن الفلاحين راضون على عمليات التسويق من دون الدور المسبق الذي تراه الجهات المعنية ضرورياً لتخفيف الازدحام.
على أي حال ، نتمنى موسم تسويق سلساً وكل الخير لفلاحينا ، وأن تشهد الزراعة في بلدنا الزراعي بامتياز ، نهوضاً جباراً لتكون صمام أماننا وأمننا بالفعل فهي أهم قطاع إنتاجي من قبلُ ومن بعدُ.
محمد أحمد خبازي