السورية للتجارة تعدل أسعار موادها وترفعها مابين 15 إلى 45 بالمئة. والشركة العامة لصناعة الزيوت النباتية بالمحافظة ترفع أسعار منتجاتها 20 بالمئة. وكل ذلك كي تلحق كلٌّ منهما بركب القطاع الخاص والتجار ، الذين رفعوا أسعار كل المواد والسلع الغذائية وغير الغذائية ، أضعافاً مضاعفة لجني أكبر نسبة من الأرباح الفاحشة ، بعدما أكلونا كمواطنين لحماً ولم يرمونا عظماً ، بل تراهم يمصمصون ما تبقى منا ضاحكين ، حتى لم يعد فينا ما يُمصُّ ويُستنزفُ ويُنهبُ !. ويحارُ المواطنُ بأمره ، من أين سيلاقيها من أين ، فمؤسسات التدخل الإيجابي ، التي يفترض أن تتدخل لنجدته من الغلاء الفاحش وجشع التجار ، تنزل من مركبه وتركب مع التجار بسفنهم ، وتتركه يصارع وحده لجة الأمواج السعرية المستجدة والطارئة و المتغيرة على مدار الساعة ، حتى لو كانت أسعار موادها أقل من نظيرها بالقطاع الخاص والمحال التجارية بالأسواق بأقل 30 بالمئة . لقد مللنا من القول : إن حياة المواطن المعيشية أصبحت جحيماً لا يطاق ، فهذه العبارة صارت ممجوجة ومستهلكة وفقدت من كثرة الاستعمال قوتها البلاغية ، التي كانت فيما مضى من سالف العصر والأوان ، تحرك كل الجهات الرقابية ، والمعنية بحماية المواطن ، والمسؤولة عن مقدرات البلاد ولقمة العباد ، لإنقاذ ذاك المواطن من مافيات المال وحيتان الأسواق . ومع ذلك سنظل نرددها ونكتبها ، ونذكر بها لعل التذكير يدب الحميَّةَ في جهة ما ، وتبادر لإنصاف المواطن وانتشاله مما يعانيه بسبب هذا الغلاء المطبق على صدره !.
محمد أحمد خبازي