على ضفاف العاصي : / ثرثرة لا أقل بل أكثر /

لا أتحدث عن نفسي كثيراً غالبا ما تخونني الكلمات كوني اكتسبتُ النسيان بخبرة حياتية. غالبا أترك لذكاء ابتسامتي التعبير عني أمام عطر الهوى فتستعير الأشجار ، و الطيور ،والأبواب العتيقة صوتي، وأنا أقف في أعلى الجبل وأصدح بأغنية ( شو غبشوا عيني شو غبشوا ( لا أنفع للغناء، ولا للتمثيل كون وجهي واحد ،وصوتي واحد مثل علم . لابد من البحث عن عمل يجدي خبزا، وراحة بال، وقلة شكوى . بعد انقطاع أعوام عن الكلام كون الصمت كان بوحَه جليا ،وجليا كانت الخسارة. فضحكتْ كل النوافذ المفتوحة على الورد ذو الهامة العالية. بدوري ضحِكتُ حتى سال زبد الصوت، وانفكـت عـقـدة لسان الـحذاء الذي فـجَّ رأس المرضى النفسيين الجالسين خلـف طاولات من زان ،ويلقون محاضرات عن التهذيب ،والأخلاق الحسنة، وتنظيم الأسرة ثم يختتمون الجلسة بمحضر لا يمتُّ للجلسة بصلة وصل، أو ببصلة واحدة . -يعجبني الواثـق من عـقله الواضح في هدفه الشـرس في دفاعه عن قضاياه . وأنفـر من الهزيل الذي ينادي الكل بنمط لغوي واحد، وتصاب ذائقتي بمغص مزمن، وحـاد من قارعي طبول النقـد الذين يرصفون كلمات استُعـيرت من معجم قبيلة طي وقضاعة وهزيل ووو، فيتعكر مزاج عطر الهوى، ويجمح الحصان رغبة في الإفلات من حلبة داحس والغبراء . من عدوي من صديقي؟ لم أعد أميز البوق، والبزق من دقاق المسامير ودقاق الطبل . لا يهم إن كنتَ تُمـيزُ أو لا ،المهم أنك مازلـت تُميـز زيتك الخالي بنسبة 60%من الشوائب عن زيت الدعايات الـذي يغزو حديث الواقـفـين في طابـور شهادة حـسـن الـسلـوك .

نصرة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار