نبض الناس : عض الاصابع !

 بمنأى عن التهويل والمبالغة ، نقول : ثمَّة ما يستدعي التشدد بتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفيروس كورونا بالمحافظة ، حرصاً على السلامة العامة ، وتجنباً لوقوع أي كارثة محتملة !. لقد عادت الناس إلى التجمعات ، ولم تعد تكترث بوسائل الحماية الذاتية ، ولا بإجراءات الوقاية والسلامة العامة ، مع الانتشار الأفقي للفيروس وثبوت عدة إصابات محلية – وليست وافدة – بغير محافظة ، وهو ما ينذر بإمكانية تفشيه المحتمل بأي لحظة ، وعندها لن ينفعنا الندم ولا عض الاصابع لقد عادت الناس إلى التجمعات بالمبرات ومجالس العزاء ، واستخدام فناجين القهوة الخزفية بدلاً من البلاستيكية ، وفي صالات الحفلات والأعراس ، وفي المطاعم والمقاهي ، التي يقدم بعضها الأراكيل ، وفي المتنزهات الشعبية التي تزخر بها مدينة حماة ، والتي لم يسمع مستثمروها أو شاغلوها بقرار الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا ، بمنع تقديم الأراكيل تحت طائلة المسؤولية . دعونا نعترف أن الوضع الوقائي على الصعيد الشعبي في تدهور مستمر ، وخصوصاً في هذه الأيام التي تتطلب الحيطة والحذر أكثر من ذي قبل ، وتطبيق الإجراءات الوقائية أكثر من فترة بداية انتشار الفيروس عالمياً . قد يقول قائل : ولماذا إذاً هذا التساهل الرسمي بالحماية الجماعية ، ولماذا لا تتخذ الحكومة إجراءات إلزامية بدلاً من قرارها رفع نسبة الإشغالات بالمطاعم من 30 إلى 50 بالمئة مع الإبقاء على منع تقديم الأراكيل للزبائن ؟. ونحن نقول : نتمنى ألاَّ نصل إلى مرحلة اتخاذ الإجراءات الإجبارية ، ولربما الظروف المعيشية هي ما دفع الفريق الحكومي المعني بالتصدي لفيروس كورونا ، إلى التخفيف من الإجراءات الاحترازية المشددة ، وترك ذلك للمواطن كي يكون طبيب نفسه. وباعتقادنا ، من الضرورة القصوى ، أن نعي خطورة هذه المرحلة ، ونرفع كمواطنين درجة الحيطة والحذر ، وليكون كلٌّ منا طبيب نفسه ، ويبادر إلى تطبيق الإجراءات اللازمة لحماية بيته ، كي لا نصل لمرحلة عض الاصابع !.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار