كم هو مؤلم اليوم المشهد الزراعي في بلدنا الحبيب ، زراعات مهمة اندثرت أو في طريقها ، كالشوندر السكري والقطن .
ومنتجات زراعية محلية المنشأ كالفاكهة ، محرَّمة على الأغلبية العظمى من المواطنين ، بينما هي متاحة بدول الجوار والخليج، وذلك لارتفاع ثمنها عندنا ولرخصها عندهم .
ومنتجات أخرى يفلح الفلاح أرضه عليها كي لايقلعها أو يجنيها ، مفضلاً خسارة المحصول على الخسارة الأفدح بالإنتاج وتكاليف جنيه !.
وكم هو مؤلم أن نتحدث ليل نهار عن دعم المشتغلين بالأرض وزراعتها ، وأن نصدع رؤوسهم بالقصائد المدحية ، ونحن لا نقدم لهم شيئاً يستحق الذكر ، أو ما يساهم بتوفير أساسيات اشتغالهم بالأرض حتى لو كان بالحدود الدنيا !.
وباعتقادنا ، لم تستطع السياسات الزراعية المتبعة وخصوصاً خلال السنوات الخمس الأخيرة ، تحقيق الشعارات التي طرحتها الجهات الرسمية ، في دعم المزارعين ، واستقرار الإنتاج الزراعي ، وتحقيق الأمن الغذائي .
ودعونا ألاَّ نعلق فشل تلك السياسات الذريع على الحرب وتداعياتها ، ففي الحرب أيضاً هناك زراعة ، واقتصاد ، واستثمار أمثل للموارد الطبيعية و الإمكانات المتاحة.
ففي الحرب يكون الإبداع والإنتاج ، عندما تكون لدينا خطط بديلة ، وبرامج مدروسة، وفريق يعمل بمنهج علمي لا بـ / هوشة عرب / ، ولنا بهوشة الحكومة إلى الغاب خير دليل !.
باختصار شديد ، المشهد الزراعي ليس بخير اليوم ، وليس على مايرام ، كما يخفف سوءَهُ المعنيون ، بل هو سيئٌ جداً وأكثر مما تتخيلون ، والفلاح ليس بخير أيضاً !.
وحتى يصبح بخير والمواطن بخير وقادراً على شراء منتجات بلده ، ينبغي الابتعاد عن الهوشات الإعلامية ودعم المشتغلين بالأرض زراعةً وإنتاجاً بكل السبل والإمكانات والقدرات ، دعماً حقيقياً فاعلاً يثمر غلالاً وفرحاً .
محمد أحمد خبازي