ليس من قبيل المبالغة ولا التهويل ، نقول : إن الواقع الصحي بالمحافظة لا يسرُّ ، بعد ثبوت إصابات مؤكدة بفيروس كورونا ، ووجود عدد من المخالطين ، سواء أكانوا معزولين في قسم العزل بمشفى حماة الوطني أو خارجه ، الأمر الذي يستدعي من الجهات المسؤولة بالمحافظة ، اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الناس من أي إصابة محتملة ، أو إمكانية تفشيه بينهم بأي لحظة ممكنة.
لقد سبقتنا حلب واتخذت عدة إجراءات وقائية لحماية مواطنيها بعد ثبوت عدة إصابات بينهم ، ومن الضروري أن نحذو حذوها ، فعندما تقع الفأس بالرأس لا ينفع الندم ، وعندما يتفشى الفيروس بين الناس ويفتك بهم ، لن يجدي أيُّ إجراء ، ولن ينفع أيُّ حجر أو حظر أو عزل !.
ومهما تكن الظروف المعيشية صعبة ، فهي ليست مبرراً للتريث باتخاذ القرارات اللازمة لحماية الناس ، فالحياة أهم من أي ظرف وأي حال ، فكل شيءٍ يمكن تعويضه إلاَّ الحياة فإن مضت لا تعود وإن فُقدت لا تعوَّض .
وباعتقادنا، ينبغي للجهات الصحية بالمحافظة أن تكون شفافة وعلى قدر المسؤولية بالتعاطي الإعلامي في هذا الملف .
إذ من غير المعقول ألاَّ يجرؤ أي مسؤول على الاعتراف بوجود إصابات مؤكدة أو مخالطين ، ومن المؤسف التهرب من الإدلاء بأي تصريح إعلامي ، والتنصل من المسؤولية وقذفها إلى الأعلى ، أي إلى وزارة الصحة التي لم تبخل علينا بأي معلومة ، وإن كانت ترغب بحصولنا عليها من الجهات المعنية بالمحافظة فهي أدرى بها !.
ينبغي أن يعرف هؤلاء أن عصر التعتيم على الأرقام والمعلومات قد انتهى إلى غير رجعة ، وإذا كانوا غير قادرين على التعامل بشفافية ونزاهة ، وتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء محافظتهم ، فليناموا ببيوتهم ، فهذه المرحلة بحاجة إلى مسؤولين قادة ، لا مسؤولين موظفين ومذعورين أيضاً ، وملف الكورونا بحاجة إلى شفافية لا إلى تضليل أو تزييف الواقع.
على كل حال ، لا بدَّ من اتخاذ إجراءات وقائية وضرورية وسريعة لحماية الناس من الخطر المحدق بهم من كل صوب .
محمد أحمد خبازي