يعيش المواطنون في هذه الأيام ، ومن أقصى تخوم المحافظة الغربية إلى الشرقية ، ومن الشمالية إلى الجنوبية ، أسوأ أوقاتهم على الإطلاق ، لترافق موجة الحر الشديدة مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل مريع ، وتأثر مياه الشرب بذلك الذي تجلى بعدم وصولها إلى منازل الأهالي في غير مدينة ومنطقة وقرية ، بما فيها مدينة مركز المحافظة ، التي تعد مائياً أحسن من غيرها بكثير ، لوجود كمٍّ كبيرٍ من الآبار في أحيائها داعمٍ للشبكة الرئيسية المغذية للمدينة.
وللأسف هذه الحال المريرة تتكرر بكل صيف ، وهذه المأساة الملهاة أمست جزءاً من حياة الناس اليومية ، تتجدد فصولها ومشاهدها بمختلف ربوع المحافظة ، ويعاني منها المواطنون أشدَّ المعاناة .
وكما يبدو ، لا بوادر انفراج في هذه الحال ، ولا حلولاً جذرية لهذه المأساة ولانهاية لهذه الملهاة ، رغم المشاريع الكهرمائية العديدة التي تُنفَّذُ هنا وهناك على مدار كل عام ، ولكنها لا تغيِّرُ بالواقع شيئاً ، ولا تُحسِّنُ حياة المواطنين قيد أنملة !!.
فما الجدوى من تبديل المحولات الكهربائية وتكبير استطاعات أخرى ، إذا كان المواطن لا يرى الكهرباء إلاَّ فيما ندر ، ولا يستفيد منها كما ينبغي ، لا بالشتاء ولا بالصيف ، بحجة الطلب المتزايد على الطاقة !.
عجباً ، إذا كان استخدام الكهرباء بالتكييف محرماً على المواطن فبماذا يستخدمها إذاً ؟.
وما الجدوى أيضاً من حفر آبار وتنفيذ مشاريع لمياه الشرب بأي منطقة من مناطق المحافظة ، إذا كانت لاتصل لمنازل المواطنين إلاَّ بالقطَّارة ، وإذا محطات الضخ والآبار لا تُشغَّلُ بالديزل عند انقطاع الكهرباء ، بحجة أنها تستهلك الكثير من المازوت بالساعة ، وكأن المؤسسة لا تجبي قيمة كل ذلك من رقابنا ؟!.
والسؤال الذي نطرحه : إلى متى ستظل هذه الحال مسيطرة على واقعنا الكهرمائي ؟.
وإلى متى سيبقى المواطن مقهوراً لحرمانه من نعمة الكهرماء ، التي استحالت نقمةً ؟!.
الإجابة عند الجهات المعنية التي هي لا بالعير ولا بالنفير ، وكأنها غير معنية بما يكابده المواطن !.
محمد أحمد خبازي