نصدر قرارا لاستيراد الزيت،ولدينا شركات عديدة،نستورد السكر،ولدينا معامل كلفتنا المليارات متوقفة مع سبق الاصرار والتصميم،نلغي زراعة الشوندر والقطن ونرفع اسعار الاسمدة ،والمازوت بالقطارة ونتغنى بالفلاح فترك المحاصيل الاستراتيجيةواتجه لزراعة اليانسون والكمون،نرفع اسعار المواد المدعومة ثم نطلب دراسة ثم نخفضها قليلا،ننشء السدود ثم نكتشف ان الارض نفوذة او ليس لدينا مياه ،نضع العربة امام الحصان ونطلب من السائق ان ينفذ المهمة بأقصى سرعة، نصدر القرارات من خلف الطاولات ونحن لانعرف البطاطا من البندورة والطيخ من البطيخ،ننتخب الاعضاء ونحن نعلم ان اكثرهم ليس جديرا بالثقة …والقائمة تطول وتطول،وبات واقعنا يشبه دبكة العميان،حيث لانعرف من يدوس على قدم من ،اختلط الحابل بالنابل وضاع المواطن المسكين بين اقدام الدبيكة الذين تشتد ضرباتهم كلما ارتفعت أصوات طبول العازفين ..
قرارات واجتماعات ولجان وكل يرمي الكرة في ملعب الاخر، الزراعة تتهم الصناعة،والاتصالات تتهم الاسكان،قوانين تسير عكس المراكب و المواطن تاه وسط الامواج المتلاطمة
والسؤال إلى متى؟
لماذا لانضع الرجل المناسب في المكان المناسب فالمسؤول عن الزراعة لايكفي ان يكون مهندسا زراعيا بل ابن بيئة زراعية يعرف الارض جيدا وليس فقط على صفحات الكتب،لماذا نستبعد أصحاب الكفاءة ونحاسبهم على الهفوات .
مجنون يحكي وعاقل يسمع، فمن يأكل عصي الغلاء ليس كمن يعدها،لان المصروف فاق كل مألوف..وما يضع العقل في الكف كيف تتدبر الناس أمورها .
فيصل يونس المحمد