أعلنت وزارة التجارة الداخلية أنها ستوزع السكر والرز والزيت، أي المواد الغذائية المقننة بالبطاقة الالكترونية للمواطنين منذ بداية الشهر الجاري ، وقد استبشر المواطنون خيراً وهللوا فرحاً وطرباً بهذا الإعلان ، الذي سيوفر لهم موادهم كاملة بخلاف التوزيع الأخير الذي طار منه الرز ، وبقي كثيرون منهم من دونه !.
ولكن استبشار المواطنين اصطدم بعدم توافر الرز كما أبلغتهم لجان الأحياء ، فكما يبدو حسابات الوزارة والسورية للتجارة لم تطابق حسابات البيدر !.
وهو ما جعل المواطنين يسألون : إذا كانت الوزارة غير قادرة أو بالأحرى غير متأكدة من تأمين الرز والزيت بصالات السورية للتجارة ، فلماذا تعد الناس بهما ؟. ولماذا تسقيهم جرعة أمل وهمية تضرُّ أكثر مما تنفع ؟.
باعتقادنا كان ينبغي للسورية للتجارة توفير مخصصات المواطنين من مواد البطاقة الالكترونية كاملة ، أو على الأقل السكر والرز فقط ، قبل إعلان الوزارة سابق الذكر غير مرة ، وقبل وعد الناس بما لم يتحقق !.
وذلك حرصاً على مصداقية السورية للتجارة ، وعلى ثقة المواطن بها التي استعادتها بعد فقدٍ ، عندما عملت بجهد كبير لتكون فعلاً ملاذه من جشع التجار الكبار وملجأه الآمن من الاحتكار والتلاعب بالأسعار .
باختصار شديد ، لمَّا يزلْ المواطن يعوِّلُ الكثير على السورية للتجارة رغم عدم تمكينه من رزه وزيته وشايه ، انطلاقاً من محبته لبلده التي لم تزعزعها قيد شعرة الحرب الضروس خلال كل السنوات الماضية ، ولن تزعزعها اليوم بمثقال حبة خردل بضعةُ كيلوات من المواد المقننة غير المتوافرة بصالاتها.
محمد أحمد خبازي