نبض الناس: المرضى.. وحجر الرحى

  كثيرةٌ هي شكاوى الناس من ارتفاع سعر الأدوية وتباينها بين صيدلية وأخرى ، بالمدينة ذاتها أو مناطق المحافظة.
  والمرضى هم أكثر الفئات المجتمعية التي تشكو من هذه الفوضى السعرية بالأدوية، وأما المصابون بأمراض مزمنة فهم بوضع أشد إيلاماً ولا تنفع معه المسكنات ولا الجرعات الزائدة من المهدئات !.
  فهم واقعون اليوم بين حجري الرحى كما يقال بالمأثور الشعبي ، أو بين نارين كما يقال بالمنطوق الجماهيري .
  أولاهما نار المرض أبعده الله عنكم جميعاً ، وثانيهما نار الغلاء التي طالت أدويتهم وأحرقت الأخضر واليابس من مدخولهم الشهري أو السنوي .
  ويستغرب المواطنون – ونحن معهم أيضاً – كيف يصبح على سبيل المثال لا الحصر سعر دواء الضغط تيلمي 80/12.5 أكثر من 5 آلاف ليرة وتحديداً 5300 ليرة بينما كان قبل أيام معدودة 800 ليرة !!.
   وعلى هذا المنوال معظم أسعار الأدوية ، وعلى ذلك الارتفاع الجهنمي يمكن القياس !.
   بالتأكيد ، نحن مع أن تؤمن شركات الأدوية مواد صناعتها الأولية بكل يسر وسهولة ، ومع أن تغطي تكاليف مدخلات إنتاجها وأن تربح ، وتحقق ريعية تضمن استمرار عملها وتطويره ، ولكن ضمن المعقول ، وبما لايسبب كوارث صحية للمرضى عموماً و لأصحاب الأمراض المزمنة خصوصاً .
   ونحن مع أن يربح الصيدلاني ، ولكن الربح المعقول الذي يبقي مهنته علمية وإنسانية ، لا الربح الذي يجعل منه تاجراً ومن مهنته تجارة وشطارة !.
   وباعتقادنا، ينبغي لوزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى ، ضبط هذه الفوضى السعرية بالأدوية ، وتسعيرها وفق إمكانات المرضى لا وفق العرض والطلب والقطع الأجنبي ، إنها أدوية يابشر وليست مواد غذائية  !!.
   إنها أكثر المواد التي ينبغي دعمها وتخفيض أسعارها لا العكس. 
               محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار