غير مرةٍ وعدنا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، بتوزيع الرز والسكر والزيت ، بموجب البطاقة الالكترونية ، وغرَّدَ المدير العام للسورية للتجارة التغريدة ذاتها ، منذ بداية هذا الشهر وحتى افتتاحه يوم الخميس الماضي 5 صالات جديدة للمؤسسة بمحافظتنا ، أُترعت بكل المواد الغذائية الضرورية لحياة الناس اليومية ، وبغير الغذائية وغير الضرورية أيضاً ، بالوقت الذي تصفر فيه الريح بصالات بقية المدن والمناطق ، ويكسو الغبار رفوفها، ولا تتوافر فيها المواد إلاَّ فيما ندر ، وإن توافرت فبالقطارة بينما التصريحات الرسمية والوعود المعسولة بتوفيرها كالأنهار الهدّارة !.
وها قد شارف هذا الشهر الانتهاء ولم توفر الوزارة ولا المؤسسة للمواطنين مخصصاتهم من الرز والزيت ، وكما يبدو لن يتحقق ذلك !.
ونأمل أن يتحقق ، لأننا لا نريد لوعود الوزير والمدير العام للسورية للتجارة أن تذهب أدراج الرياح ، حرصاً على المصداقية وعلى ثقتنا نحن المواطنين المنتوفين بالمؤسسة التي لا نريدها أن تتزعزع قيد أنملة ، وأن تبقى الذراع الحكومية القادرة على التدخل الإيجابي بالأسواق ، وكسر احتكار مافيات التجار وتحكمهم بالأسعار ، التي تؤرق حياة المواطنين وتشقيهم بل وتدمي أرواحهم !.
فالمؤسسة هي السبيل الوحيد أمام المواطنين لشراء مستلزماتهم بأسعار أقل من السوق ، وليس بمقدورهم غير ذلك لمواجهة الغلاء الفاحش ومسببيه.
وهم يتمنون لو كانوا يمتلكون إمكانات الوزارة البشرية والمادية ، لكانوا استثمروها الاستثمار الأمثل بمواجهة حيتان المال والأعمال وصناع الأزمات والمتحكمين بمقدرات البلاد والعباد ، والناهبين مداخيل المواطنين بأي طريقة ، ولكانوا ردعوا بها التجار الجشعين ، وكبحوا جنون الأسعار اليومي وضبطوا فلتان الأسواق !.
ولكن للأسف ليس باستطاعتهم غير سماع الوعود وانتظار رزهم وزيتهم !.
محمد أحمد خبازي