نبض الناس : المواطن سعيد !


جيوبٌ عامرةٌ لا خاويةٌ ، وبطونٌ منتفخة لا ضاويةٌ ، وقلوبٌ فَرِحةٌ لا لاويةٌ ، وأرواحٌ ضاحكةٌ لا باكيةٌ ، وألسنةٌ داعيةٌ لا شاكيةٌ ، هي الحالة الراهنة التي ( نرفلُ ! ) بها في هذه الأيام البهيجة ، التي تسبق عيد الأضحى المبارك أعاده الله عليكم وعلينا باليُمن والبركات ، وعلى فريق حكومتنا الرشيدة الاقتصادي ، وتجارنا الأكارم بالعمر المديد والخير العميم !!.
ففي هذه الأيام الهانئة ، يشعرُ مواطننا بسعادة غامرة مقيمةٍ لا عابرة ، فكل ما تحتاجه أسرتُهُ من مستلزمات العيد ، متوافر ومتاح له بيسر وسهولة ، ويمكنه أن يشتري لنفسه وزوجه وأولاده ألبسة جميلةً وأحذيةً جديدةً ، ومالذَّ وطاب من الحلويات والفاكهة ، ومن اللحوم الحمراء والبيضاء ، وأن ينقدَ الباعة َ قيمها من طرف جيبه بل من فتات راتبه ، ومن دون أن يتضعضع مادياً أو نفسياً ، ومن غير أن يشكو من غلاء طاحن للأماني والأحلام ، أو يعبِّرَ عن استيائه من إجراءات حكومية قاصرة حتى اليوم ، عن حمايته من غيلان المال ، وديناصورات التجارة غير الشريفة ، وعن توفير أبسط مستلزماته بصالات السورية للتجارة ذراع الحكومة الاقتصادية للتدخل الإيجابي بالأسواق ، كما يدّعي المسؤولون أصحاب الخطابات الطنانة الرنانة !.
بل ويمكنه أن يقضي وأسرته عطلة العيد ، على شط البحر أو بمواقع السياحة والاصطياف الجبلية ، من دون أن تتأثر ميزانيته الشهرية أو السنوية أو الخمسية أو القرنية – نسبةً إلى القرن الزمني – فالخيرُ بحرٌ ومهما غرفَ منه لا ينفدُ ولا يجفُّ ولا ينضبُ !. بلى يمكنه كل ذلك من دون أن يتحرك من منزله ، أو يتزحزح من أمام التلفاز ، إذا لم يعكِّرْ مزاجَهُ تقنينٌ جائرٌ للكهرباء ، أو انقطاعٌ طارئٌ لمياه الشرب .
وكل ما يقوله هذا المواطن ويحكيه ويشكوه ، من ضيق ذات اليد وغلاء فاحش ، واستنزاف التجار له وأكلهم أخضرَ حياته ويابسَهُ ، وعدم قدرة الحكومة على ضبطهم ومنع احتكارهم وتلاعبهم بالأسعار ، هو إشاعات مغرضة، ومحض افتراء عليه ، وبعيدٌ عن الواقع ، وهو منه بريء ، والغرض منه التشويش على علاقته الأخوية الحميدة مع التجار الكرام الذين لا يغشون ولايحتكرون ولا يتحكمون بالأسعار !.
والهدف منه دق أسفين بينه وبين المسؤولين الأحباء الذين يوفون الوعد ويلتزمون بتصريحاتهم ويفعلون وما يقولون !!!.
لذلك نراه هاشاً باشَّاً ، سعيداً مبتهجاً ، مقبلاً إلى الحياة غير مدبر ، ولسان حاله يقول : كل عيد وأنتم بخير يا أيها الأخوة التجار والمسؤلون الأحباء !. .
محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار