كمن يبحثُ عن إبرةٍ بكومة قشٍّ ، نبحثُ عن قليلٍ من الفرح في راهننا – كمواطنين وأصحاب دخل منتوف – لعلنا نعثرُ عليه ونبشِّرُ به في هذه الأيام التي تسبق العيد ، كي لا يُقالُ جاء العيدُ وذهبَ من غير أن يقيمَ معنا ولو لساعات معدودة ، أو أن يبهجنا بقليلٍ من عطاءاته وما في جعبته من أفراح !.
وقد حاولنا جاهدين أن نعثر على فرح العيد بعيون الناس ، أو بأفئدة الأطفال ، ولكن عبثاً وكل المحاولات باءت بالفشل !.
فالعيدُ هو صلةُ رحم وزيارات أقرباء وتوادد أصدقاء ، وهو حلويات وفاكهة ولحوم ، وعيديات للصغار وهدايا للزوجات ، وهو فرصة لراحة الروح وتخفيف ضغط الحياة عن القلب ، وهو راحة نفسية تعيد للمرء استقراره وتمده بطاقة إيجابية متجددة تعينه على ظروف الحياة الشائقة.
ولكن للأسف فبدلاً من أن يكون الفرح بالعيد هو القاسم المشترك الأعظم بين الناس ، نرى العكس تماماً ، نرى الوجع المادي والنفسي بالقلوب !.
فكيف يفرح الناس بقدوم العيد ، وهم غير قادرين على تأمين الحد الأدنى من مستلزماته ، من متطلبات الأولاد صغاراً كانوا أم كباراً، من أساسيات مواد الضيافة لتقديمها لزائر طارئ إذا ما زار !. لقد أنهك الفقر الناس ، وجعلهم الغلاء الفاحش ومسببوه لايمتلكون شيئاً من مقومات الفرح، وغير قادرين على شيء ، بل جعلهم أسرى بيوتهم وانكفائهم مجتمعياً ، وإذا طرق أحدٌ أبواب بيوتهم لا يفتحون خشيةً من الإحراج وحفاظاً على ماء الوجه.
ضيق ذات اليد السبب الرئيسي لمحنتهم ، والغلاء الفاحش سبب كل عللهم المادية والنفسية . ومازاد في طنبور حياتهم نغماً ، هو عجز الجهات المعنية بمختلف درجاتها ، عن انتشالهم مما يعانون .
فكيف سيفرحون بالعيد وغيره مادام هذا واقعهم وتلك حياتهم.؟!.
محمد أحمد خبازي