ما قلناه سابقاً وحذَّرنا منه غير مرةٍ ، وفي أكثر من مقال وزاوية من ( نبض الناس ) بات أمراً واقعاً وحالاً راهناً ، ينذر بكارثةٍ إذا ظلَّ التعاطي معه بهذا المستوى من الاستهتار الشعبي وقلة الاهتمام الرسمي !.
لقد بات وباء كورونا مقيماً بيننا ، بعد انتشاره بعدة مناطق من المحافظة ، وذلك لم يعد سراً ، ولم تعد الجهات الصحية الرسمية تعتِّمُ عليه ، أو تخفي إصاباته ومخالطيها ، ولم تعد تنفي الوفيات بسببه .
وبيانات وزارة الصحة كل يوم تحمل لنا جديداً ، وتعرض عدد الإصابات المستجدة به في كل المحافظات ، ومنها محافظتنا التي كانت إلى وقت قريب خاليةً منه !.
ومع هذا ، لما نزل كمواطنين نتعامل مع الواقع الراهن باستهتار شديد وكأن ما حلَّ بنا مزحةً أو نكتةً ، لا يستدعي التعامل معه بجدية واتخاذ كل مايمكن اتخاذه من إجراءات الحماية الذاتية.
ولما نزل كجهات رسمية مسؤولة عن صحة المواطن وعافية المجتمع العامة ، نراهن على مناعة القطيع ، والوعي الشعبي ، والتحصين الذاتي ضد الفيروس ، الذي بدأ بحصد أرواح العديد من المواطنين ومنهم أطباء يفترض أن يكون التحصين الذاتي عندهم بأعلى مستوياته وعصيَّاً على اختراق الفيروس له !.
ولكن للأسف ، فالفيروس قادر على اختراق البنية الهشة والقوية ، والفتك بحامله ، إن لم يكن التصدي له فاعلاً وقوياً .
لهذا ينبغي العودة بالتصدي له إلى نقطة الصفر ، إلى الأيام الأولى من انتشاره على مستوى العالم قبل أشهر ، يوم استنفرت المحافظة بكل فعالياتها الرسمية والشعبية ، واتخذت سلسلة من الإجراءات الاحترازية للتصدي للفيروس ، حماية للناس من أذاه.
وباعتقادنا ، نحن اليوم بأمسِّ الحاجة لتلك الإجراءات المشددة على المستوى الرسمي والشعبي ، التي اتُخذت في بداية انتشار الفيروس ، حتى لو لم يقرها الفريق الحكومي المعني بالتصدي له ، الذي ترك المواطنين وجهاً لوجه معه ، معوِّلاً على مناعة كلٍّ منهم وقدرته على مقاومته !.
اليوم بات الفيروس سهماً من الممكن أن يخترقَ أجسادنا بأي لحظة ، في ظلِّ هذا التهاون العجيب به.
واليوم نحن بحاجة إلى ترسٍ يصدُّهُ عنا أكثر من أي وقت مضى.
محمد أحمد خبازي
Aa