نبض الناس : الجيش الأبيض !

إذا كانت الشدائد تكشف معادن البشر ، وتبيِّن الحقيقي من المزيف ( الفالصو ) فإن الذهب الأصلي معدن الكادر الطبي في بلدنا عموماً ومحافظتنا خصوصاً ، الذي تُسجَّلُ له مواقفه المُشرِّفة خلال سني الحرب الهمجية على بلدنا الحبيب بماء الذهب ، وفي سجل العطاء الحقيقي والتفاني لخدمة الوطن، المرصَّع بالنجوم.
مثلما يسجل لهم اليوم خلال أزمة الكورونا وتداعياتها.
ففي كل مشافينا الوطنية من السقيلبية إلى سلمية مروراً بمشفيي مصياف وحماة ومجمع الأسد الطبي ، وفي كل مناطقنا الصحية ، كان ذلك الكادر الطبي بكل عناصره من أطباء وممرضين وسائقي إسعاف ، على قدر كبير من الغيرية الوطنية ، والحرص على بذل ما يملكون من علوم ومعارف وخبرات لخدمة الناس وحمايتهم قدر المستطاع من هذا الوباء الفتاك الذي ألمَّ ببلدنا كما ألمَّ بكل بلدان العالم .
وكل ذلك من فمٍ ساكتٍ كما يقال بالمأثور الشعبي ، فمخطئ من يظن أن أولئك الأطباء أو الكوادر التمريضية والفنية وفرق التقصي ، تتلقى رواتب ضخمة أو مكافآت مجزية أو تعويضات عالية لقاء عملهم الخطر ، وتعرضهم للأذى ، فهم إن تلقوا فيتلقون من الجمل أذنه !!.
وباعتقادنا، مهما تلقوا فهو بخسٌ جداً أمام تعرضهم للإصابة المحتملة بكورونا بأي لحظة ، أو أمام الموت الذي قضى على غير طبيب ببلدنا الحبيب .
إن جيشنا الأبيض اليوم يواجه حرباً ضروساً مع فايروس كورونا ، هي أشد ضراوة من الحرب مع الإرهاب ، ففي الثانية عدوك أمامك أو حولك وتراه بالعين المجردة ، ويمكنك مواجهته وجهاً لوجه وأن تنتصر عليه كما فعل ويفعل بواسل جيشنا العربي السوري.
وأما في الحرب مع هذا الفايروس اللعين ، التي يخوصها جيشنا الأبيض ، فالعدو غير مرئي ، ومتحرك على مدار الساعة ، ولا تعرف بأي زمان أو مكان ممكن أن يضرب ويفتك بالبشر !.
ولا نظنُّ أن كلمةً ما ، يمكن أن تفي جيشنا الأبيض حقه في هذه الظروف الصعبة التي لم نشهد لها نشهد لها مثيلاً .
فهل تكفي عبارات المديح والشكر والتقدير والدعوات بحمايته من خطر هذا الفايروس اللعين ؟.
محمد أحمد خبازي
المزيد...
آخر الأخبار