أثبتت الوقائع والظروف أن دعم القطاع الزراعي أهم من دعم كل القطاعات الاقتصادية الأخرى سواء أكانت صناعية ام غيرها لأن نجاح الزراعة يؤسس لنجاح كل شيء فالامن الغذائي أهم بكثير من تدفق السلع ذات الصبغة الاستهلاكية والترفيهية التي تستنزف موارد الاقتصاد وتستنزف العملة الصعبة فالمواطن يهمه لقمة العيش أولا ثم تتدرج الأولويات فمن غير المعقول أن يحمل أي مواطن موبايل يعادل دخله السنوي أو سيارة تعادل دخله مدى الحياة وهو بحاجة لمتطلبات الحياة الضرورية والأساسية ومهما تحدثنا عن أهمية السلع الأخرى فإن الحديث يفقد أهميته أمام تامين وسائل العيش وتوفير سبل البقاء وإذا كان حديثنا لا ينطبق على الطبقات الميسورة وهي لا تشكل نسبة كبيرة من المجتمع فإنه ولا شك ينسحب على الغالبية العظمى من الشعب .
إن دعم الزراعة وقطاع الثروة الحيوانية يشكل عامل امان وضمانة حقيقية لنجاح كل شيء بدءا من الصناعة والتجارة وليس انتهاء بالتعليم والصحة فازدهار الزراعة ونجاح الثروة الحيوانية يعني بالضرورة انتفاء المشاكل الأخرى وينسف مبرر استيراد السلع الغذائية التي لامبرر لاستيرادها .
ولا يخفى على أحد أن بلدنا زراعي بالدرجة الأولى ولدينا كل مقومات الزراعة من أرض ومياه وأيدي عاملة ومناخ مناسب لكن توجيه الدعم لهذا القطاع لازال دون المستوى المطلوب عمليا ولا زالت التصريحات والوعود رغم تلميعها إعلاميا هي السمة الغالبة على دعم الزراعة دون تقديم شيء يذكر على أرض الواقع.
إن التخبط في عملية الإنتاج الزراعي والحيواني سببه غياب الدعم الحقيقي للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية ولنا في زراعة القمح والشوندر خير مثال والخضراوات التي تتلف على قارعة الطريق أو تباع بأقل من تكلفتها وبرادات الخزن التي أنشأتها الدولة فارغة تقريبا لتعاد من جديد لعبة الاستيراد والتصدير ويبقى المواطن وخزينة الدولة هما الخاسران في هذه اللعبة التي تتكرر فصولها كل عام دون أي عمل جاد وحقيقي لايقافها أو الحد منها على الأقل
غازي الأحمد