ثمة أحلام تتدحرج في طرقات العمر المنسية ،ثمة ذكريات تحاصرها الذاكرة وهي تحاول بعثرت الصور المليئة بالفرح والسرور …
في العيد لا وقت للحزن ،وحدهم الأطفال يتأبطون احلامهم البريئة ،وينثرون ضحكاتهم التي تعانق المدى في طرقات وازقة الروح …
لا وقت لديهم إلا للفرح والركض جيئة”وذهابا ،ثيابهم الجديدة الملونة تعكس شغفهم وحبهم للعيد …للفرح …للحياة …
مهما صعبت ظروف الحياة وزادت مشاغل الناس ،يظل للعيد ألقه وبهجته وطقوسه وعاداته وقيمه …هي فرصة ثمينة للمحبة… للتسامح وزرع بذور التواصل والتواشج وتعزيز عرى التكافل الاجتماعي ومساعدة الفقير والمحتاج
في العيد نفتح النوافذ المطلة على بهو الروح كي تستقبل الضياء ،وننثر أزاهير ورياحين المحبة علنا نمسح الأسى والحزن الذي رسم آثارا” في النفوس والعقول لدى عدد كبير من الناس بسبب الظروف والأحداث التي مر بها الوطن اقتصادية ،اجتماعية ،انسانية ،وما رافقها من حصار اقتصادي وارتفاع الاسعار بشكل جنوني ، والبحث الدائم والمستمر عن الحاجات اليومية ؟!
هذه الآثار تحتاج إلى الوقت والصبر والتعاون والإيثار وتحكيم الضمير والابتعاد عن الطمع والجشع والاستغلال والمضي بثقة في زرع المعروف والتعاضد الأسري والمجتمي للتخلص من هذه الآثار السلبية ،وهي القيم والمعاني النبيلة التي يكرسها العيد في أرقى تجلياته
لكن رغم كل الظروف والضغوط لا بد من التمسك بفعل الخير والأمل والتفاؤل وما يحمله العيد من تباشير نتلهف إليها ونمد أيدينا لاستقبالها بفرح الأطفال وجوى العشاق
في العيد نقول لكل الوجوه السمحة ،الشرفاء ،الأيدي النظيفة ،السواعد التي تبني وتعطي وهي على ثقة ان القادم أجمل وأبهى ،نقول لكم : اضحى مبارك وكل عام وانتم بألف خير .
*حبيب الإبراهيم