ضفاف العاصي..
احتضنت دمشق عاصمة اليّاسمين الأدباء العرب في اجتماع مجلسهم مجلس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب المنعقد بين 26 -28 من شهر تموز لعام 2022 تحت هذا العنوان المهيب ( أدباء من أجل العروبة ) حضرت الوفود المشاركة من اثنتي عشرة دولة عربية شقيقة قاطعة مئات لا بل آلاف الكيلومترات متحملة كل صنوف التّعب والإرهاق للوصول إلى سورية ..سورية التي صمد وضحى واستبسل شعبها في سبيل الحفاظ على كرامته فوق تراب وطنه المضرج بالدّم والعرق .. نعم وصلت الوفود إلى دمشق لتقول كلمتها نعم لسورية لوحدة سورية وعزتها وسيادتها على كامل ترابها ..و لا للمشروع (الأمرو صهيوني) القاضي بالتّطبيع مع الكيان الصّهيوني وتقسيم فلسطين .
كل هذا وذاك عبّرت عنه الأصوات المشاركة والممثلة لمثقفي بلدانها في النّدوتين المرافقتين لفعاليّات الاجتماع ( دور الأدب المقاوم في الحفاظ على الهويّة العربيّة – الدّولة الوطنية وتحديّات الإرهاب )
اجتماع وفعاليات شارك فيها ما يقارب الخمسين أديباً وشاعراً وباحثاً و مفكراً..مشاركون انتصروا للسّلام والجمال و المحبة .. صرخوا صرختهم المدويّة تلك في وجه القتلة وداعميهم ..صرخة عرّت القبح والخراب والموات ونبذت أصوات الحرب والموات..
وما يمكننا قوله هنا إنّ استضافة واحتضان دمشق لاجتماع من هذا المقام يُعتبر ..لا بل هو نجاح آخر يُضاف لنا ..لاتحادنا اتحاد الكتّاب العرب في سورية ..
اجتماع لاقى كل القبول والاحترام والاهتمام كما قوبل هذا الاهتمام والتّنظيم من قِبل الوفود المشاركة بالشّكر والعرفان والامتنان وهذا ماعكسته كلماتهم ومواقفهم وبعض منشوراتهم التي عقِبت الزيارة حال وصولهم إلى بلدانهم ..
وهي مناسبة أستثمرها لتهنئة أنفسنا أولاً واتحادنا ثانياً اتحاد الكتاب العرب بفوز الدّكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية بمقعد نائب الأمين العام للأدباء والكتّاب العرب وهو منصب يليق بدمشق ..بياسمينها ..بسوريّتنا النّور
وتوّج نجاح انعقاد مجلس الأمانة العامة للأدباء والكتّاب العرب في دمشق استقبال السّيد الرّئيس الدّكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السّورية لأعضاء الوفود المشاركة ولأعضاء المكتب التّنفيذي في اتحادنا والحوار الأكثر أهمية الذي أداره السّيد الرئيس إذ اعتبر- كما جاء في البيان الصّادرعن مكتب الرّئاسة – أنّ الحديث مع المفكرين والأدباء يعني الحديث مع عقل الأمّة وعقل الشّعب مؤكداً الحرص على اللقاء مع المنظمات والاتحادات الشّعبية لأنّها تعكس الصّورة الحقيقية للشّعوب العربية وتعبّر عن نبض الشّارع العربي ..
ورأى سيادته أنّ أخطر ما يمكن أن تتعرض له المنطقة العربية هو ضياع الهويّة وأنّ ما يحصل في سورية هو ليس حرباً عليها بالمعنى الضّيق بل لا بد من أن نرى هذه الحرب بالمعنى الأكبر وهي الحرب على الانتماء..وشدّد على أهمية الحوار الفكري لأنّنا يجب ألا نفصل الفكر عن السّياسة والمجتمع ..
وأكّد الكتّاب والأدباء العرب أنّ وجودهم في سورية ليس من أجل عقد اجتماع دوري فقط بل للحديث عن العروبة بالمعنى الجامع والحضاري والحاضن للمجتمع ولنقاش الوضع العربي وقضايا الأمّة ..
نعم هو اجتماع ينتصر لسورية وهو بدوره انتصار للأمّة برمّتها لأنّها سوريّة الفكر وسوريّة المقاومة وسوريّة التّاريخ
عبّاس حيّروقة