نبض الناس
حقاً كم هو موقف حزين بل ومبكي عندما نرى أطفالاً بعمر الورد وقد أنهك المرض أجسادهم الغضة وبدت على وجوههم علامات التعب والشحوب ،هم مرضى التلاسيميا الذين يعانون الأمرّين ويرهقون ذويهم في رحلة علاج تستمر سنوات طويلة بسبب حاجتهم المستمرة لنقل الدم الأمر الذي يضعف مناعتهم وتصبح حياتهم على كف عفريت وقد ينتهي حلم علاجهم بالموت لأن العلاج الشافي كما يؤكد ذوو الاختصاص الطبي هو زرع نقي العظام وللأسف لايوجد في بلدنا مشافٍ لا في القطاع العام ولاحتى الخاص لهكذا عمل ، لذا فإن حياة المرضى في معظمهم تكون متعبة وشاقة
وللأسف فإن معظم الحالات الناتجة عن هذا المرض سببها بالدرجة الأولى كثرة زواج الأقارب أو زواج شاب وفتاة حاملين لهذا المرض وعدم امتلاك ثقافة الوعي في الذهاب إلى عيادة الفحص المبكر للمقبلين على الزواج لإجراء الفحوص الطبية التي تبين خلوهم من أية أمراض وحتى لا يدفع الأولاد ثمن جهلهم وقلة وعيهم
وبرأيي يجب إجراء حملات توعية بضرورة للإقبال على زيارة عيادة الفحص المبكر للزواج أسوة بحملات الكشف المبكر لسرطان الثدي لأنه لولا وجود القطاع العام الطبي لكانت تكاليف علاج مرضى التلاسيميا وعددهم بالمئات في حماة مرهقة مادياً ولما استطاع ذوو المرضى تحمل التكاليف المادية شهراً واحداً للمريض والتي قد تبلغ سنوياً ملايين الليرات وهوملا طاقة لأي أسرة تحمّل ذلك.
محمد جوخدار