أواخر الصيف …؟!

على ضفاف العاصي

بالرغم من تداخل الفصول ،وعدم القدرة على التمييز بين الصيف والخريف ،وبين الشتاء والربيع !؟
لذلك نميز جغرافيا”وفلكيا” بين فصلين طويلين واضحين هما الصيف والشتاء. ..
ونظرا”لهذا التداخل فإن المثل العربي قال :((بين تشرين وتشرين قيظ ثاني )) أي إن ملامح وسمات الصيف تستمر في فصل الخريف ..
صحيح أن فصل الخريف يبدأ في الثالث والعشرين من أيلول، لكن علائم الصيف من ارتفاع كبير في درجات  الحرارة هي السمة الأغلب والأوضح ،ويعني ذلك أننا بتنا في أواخر الصيف الذي يعج بالعمل وتحضير المونة للشتاء وخاصة المكدوس الذي يعد وجبة أساسية على موائد إفطار السوريين ،ولا يخفى حجم التكلفة وما تتطلبه من نفقات وخاصة مع ارتفاع الأسعار الذي يحلق يوميا”…
ايضا”في أواخر الصيف تفتح المدارس أبوابها ويستعد التلاميذ للعودة إلى مدارسهم وهم أكثر ثقة بأن المستقبل الذي ينتظرونه يليق بهم وبأمانيهم وطموحاتهم التي رسموها بأناملهم الطرية ونبضات قلوبهم المحبة ….
أواخر الصيف حصيلة جني لمواسم خيرة على كافة الأصعدة والبدء بدورة حياة جديدة طافحة بالأمل والحب والحياة …
ربما تعتبر محطة أواخر الصيف هي الأكثر وقعا” في حياة الأسرة السورية مع ما تحمله من مسؤوليات
و الضغوطات الحياتية لا تنتهي ،لكنها في نفس الوقت تعتبر محطة جد هامة في حياة طلبة الجامعات ومواسم التخرج  والمفاضلة والولوج إلى عوالم جديدة ،ميادين العمل بكل أقسامها وتشعباتها…إضافة إلى ميادين الدراسة والتخصص للطلبة الجدد …
أواخر الصيف فسحة واسعة للجميع لصياغة أبجديات جديدة من التحدي والبناء ،والمضي بروح التفاؤل والثقة نحو مستقبل مشرق يليق بالسوريين أبناء الشمس والحضارة والتاريخ …..
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار