أفادت منصة وزارة الصحة الإلكترونية ، بتحديثها الوضع الوبائي للكوليرا في بلدنا يوم السبت الماضي ، بتسجيل نحو 5 إصابات مؤكدة بهذا المرض في محافظتنا .
وهو ما يعني أن المحافظة لم تعد بمنأئ عن هذا الوباء ، وقلة الإصابات فيها حتى اليوم لا يعني بأي حال من الأحوال ، أنها محصنة ضده ، وأنه سيبقى بعيدًا عنها رغم تمنياتنا بذلك !.
ولكن التمني شيء والواقع شيء آخر ، فإجراءات الوقاية من مسببات هذا الوباء ضعيفة على كل المستويات في ربوع محافظتنا .
فعلى الصعيد الفردي تبدو الوقاية بآخر اهتماماتنا كمواطنين .
وعلى الصعيد العام فلما تزل النباتات الورقية تباع على الأرصفة وقارعة الطرقات وعلى البسطات ، ومعظم المطاعم تقدمها على موائدها للزبائن.
وسقاية المزروعات من حوض العاصي لم تتوقف لا بالصيف ولا بالشتاء ، وحتى لو كانت مياهه آمنة فالظاهرة تستحق المعالجة قبل أن تقع الفأس بالرأس ، ويكفي أن يقف أي مسؤول في ساحة العاصي ويحدق لدقيقة واحدة فقط بمياهه تحت جسر المراكب ، أو أمام مجلس المدينة أو تحت جسر شفيق العبيسي ، حتى يتأكد أن النهر ليس نهرًا سلسبيلًا ، وإنما هو نهر للصرف الصحي غير الصحي !.
ومعظم الأرياف تعاني من نقص حاد بمياه الشرب النظيفة ، فتلجأ لمياه الصهاريج غير الحميدة .
ومعظم القرى والبلدات تفتقر لمشاريع الصرف الصحي ، التي استعاضت عنها بـ ” الجور الفنية” ، وماهي بفنية !.
وأما الحديث عن الباعة الجوالين والمتمركزين أمام العديد من الدوائر الرسمية والمدارس ، فيطول جدًا ويحتاج إلى معلقات ومجلدات ، وخصوصًا عن بيع المواد المكشوفة ، وغياب النظافة ، والرقابة الصحية عليها !.
فكل ذلك يدعونا لقرع ناقوس الخطر ، والتنبيه لخطورة الوضع العام .
فالمؤشرات العامة لا تسرُّ مطلقًا ، وتنذر بكارثة إن لم ترفع الجهات المسؤولة بالمحافظة ، إجراءات الوقاية إلى المستوى البرتقالي .
وبما أن الواقع كما هو وتغييره للأفضل صعب ، فينبغي للمواطن
أن يحمي نفسه بنفسه من الكوليرا .
ولعل من أبسط وسائل الحماية الذاتية ، غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر.
وشرب المياه من مصدر آمن ، وإذا تعذر إيجاده ، فيمكن غليها لدقيقتين ثم حفظها في وعاء نظيف ومغلق.
وغسل الفواكه والخضار بشكل جيد ، وطهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة.
وعدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته.
وفي حال الاشتباه بالإصابة ـ لا سمح الله ـ لا بد من طلب المشورة الطبية المبكرة.
محمد أحمد خبازي