لم تكن حرب تشرين التحريرية حرباً عادية او تقليدية مع عدو يغتصب الأرض والحقوق ،بل كانت حرباً مفصلية في تاريخ الأمة العربية إذ أعادت الحرب الثقة للجندي العربي في إمكاناته وقدرته على استخدام أحدث الأسلحة وخوض غمار الحرب وصنع الانتصار ….
كما أعادت الحرب الثقة للجماهير بقواتها المسلحة وتحطيم أسطورة (الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر ؟؟!!) فكانت حرب تشرين حرب تحرير وكرامة ….ملحمة العزة والكرامة…. لقد حقق جيشنا معادلة الصمود والتحدي بتلاحم الجيش والشعب والقائد المؤسس حافظ الأسد فكانت إرادة النضال من أجل استرجاع الحقوق المشروعة ، فكتب جيشنا هذه الملحمة بدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة كي يحيا الوطن عزيزا ً كريما ً ..
لقد أثبت جيشنا الباسل أنه القادر دوما ً على صنع المعجزات عندما زحفت قواتنا الباسلة في الجولان إلى جانب الجيش المصري الشقيق ليلقنا العدو الصهيوني درسا ً لن ينساه ابداً ، مؤكدين أن أحفاد خالد وصلاح الدين والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة و…قادرون على صنع النصر بإيمانهم بعدالة قضيتهم وحقهم في تحرير الأرض العربية المحتلة …
لقد شكّلت حرب تشرين التحريرية انعطافة حاسمة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ،حيث جاءت بعد سلسلة من النكسات ،ولترسم خارطة طريق جديدة عنوانها : العزة والكرمة ……الإرادة والانتصار
واليوم ونحن نستذكر حرب تشرين والتي هي مفخرة لكل الأجيال ننحني أمام بطولات وتضحيات صنّاع تشرين …شهداء الوطن الذين رووا بدمائهم ثراه الطاهر فاينعت شقائق نعمان ونجوما ً زهر…
نستذكر بطولات جيشنا الباسل الذي خاض أشرف وأنبل المعارك في الجولان وجبل الشيخ …هذا الجيش وخلال الحرب الكونية الظالمة استطاع بصموده وبطولاته وتضحياته أن يحمي الوطن ويحافظ على مكتسباته ودحر الإرهاب والفكر الوهابي الظلامي وتحقيق الانتصار بتلاحمه مع الشعب والقيادة في لوحة هي الأنبل والأبقى والأنقى…
نعم لقد كانت حرب تشرين حرب تحرير وكرامة وبوابة العبور لمستقبل ٍ عنوانه العزة والكرامة ووساماً يرصع جبين الشرفاء على مر الزمن….
في الذكرى التاسعة والاربعين لحرب تشرين نقول :المجد والخلود لشهداء تشرين وشهداء الوطن صنّاع الانتصارات…ننثر الورود والازاهير على هامات الابطال ….حماة الديار ….جيشنا الباسل الذي كان وسيبقى جيش الوطن وحامي عرينه …
*حبيب الإبراهيم