على ضفاف العاصي شُعراء الفضاء الأزرق … ؟!!


أتاحت وسائل التواصل الإجتماعي خلال السنوات الأخيرة للكثير من إنصاف الموهوبين وغير الموهوبين الظهور والانتشار واعتلاء المنابر هنا وهناك ، ،والمشاركة بالأنشطة والفعاليات والمهرجانات والملتقيات التي اصبحت لا تُعدّ ولا تحصى ، هذا الظهور السريع خلط الاوراق إلى حد لم نعد نميّز بين أصحاب المواهب الحقيقية التي عملت على صقل تجربتها بكثير من الحرفية والإتقان ، وحفرت اسمها في المشهد الثقافي والأدبي بكل جديّة واحترام …..
وياتي إطلاق الألقاب على هؤلاء من قبل الملتقيات والمنتديات ،ناهيك عن الأوسمة والدروع وشهادات التقدير والتميز وصولاً إلى شهادات الدكتوراه ضمن هذا المنحى ، لمحاولة تلميع هذا الاسم أو ذاك ،أو لتلميع مجموعة أسماء ضمن ما سموه ملتقيات او منتديات او …!؟
إنّ استسهال الظهور والنشر عبر تلك المنتديات والملتقيات ساهم إلى حد كبير في تشويه الكلمة وخاصة الشعر الذي أصبح مطيّة لكل من هب ودب ،ليقدم نفسه شاعراً لا يُشق له غبار ؟!
هذا الواقع ذكّرنا بالكتب الصفراء التي انتشرت في سنين خلت وحملت عناوين عديدة مثل :تعلّم اللغة الإنكليزية ،أو الفرنسية ،أو الروسية في خمسة ايام ؟!
واليوم وعبر (فورة )التواصل الإجتماعي يمكن لمن يفك الحرف ان يصبح شاعراً يعتلي المنابر وينشر هنا وهناك في خمسة ايام فقط !؟
وعندها ستنهال عليه التبريكات والإعجابات من كل حدب ٍ وصوب ،وخاصة عندما يزيّن منشوره بصور لفتيات جميلات مستخدماً النسخ واللصق ،وعندها تأتيه الألقاب دونما حسيب ٍ او رقيب ؟!
ومن الجدير ذكره حمى انتشار هذه المنتديات عبر الفضاء الأزرق ،ففي دعوة لفعالية شعرية -مهرجان – لأحد الملتقيات على وسائل التواصل الإجتماعي ، كانت هذه الألقاب ،حيث سبق كل اسم لقبا”طنانا”رنانا”..؟؟!! مثل :
الشاعر الكبير،الشاعرالمنبري ،الشاعر الجهبذ ، الشاعرة الملكة ،الشاعرة الأنيقة ،الشاعر الأمير ،الأديب الشامل ،الفنان الشاعر ،شيخ الشعراء الشباب ،الشاعرة المتألقة ، الشاعر….؟!!
وربما نسي هؤلاء ألقابا” أخرى مثل : الشاعر الألمعي،الشاعر النحرير،الشاعر الفذ ،الشاعر المخضرم ،الشاعر الفلتة ،و…..؟!
أعتقد أن إطلاق الألقاب دونما ضوابط أو معايير موضوعية يندرج ضمن سياسة التلميع التي أشرنا إليها، ويلجأ إليها البعض لإبراز مفاتن ومواهب هذا الشاعر أوتلك الشاعرة ؟؟!!
أو من باب التسويق والترويج لهذا الاسم أو ذاك،
وهي في نفس الوقت لا تبتعد عن الشللية التي أشرنا إليها غير مرة وفي أكثر من زاوية صحفية …
الألقاب مهما كان بريقها ، ومهما اشتد لمعانها ،وكيفما كان شكلها ،لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنتج شاعرا” أو أديبا” إن لم يمتلك الموهبة الحقيقية أولا”، ويعمل على صقلها ورعايتها والاهتمام بها ،من خلال القراءة والمتابعة والمثابرة ثانيا”…
دعونا نكف عن إطلاق هذه الألقاب عبر الملتقيات والمنتديات والمنابر و…..
لندع أصحاب المواهب يثبتون جدارتهم ويعملون بدأب لإنضاج تجاربهم ، وعندها بكل تأكيد سنرفع لهم القبعة احتراما” وتقديرا”…..
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار