نبض الناس : لا معنى ولا قيمة !

لا ندري حقًّا ماهي الجدوى من الاحتفال باليوم الوطني للبيئة ، في الأول من تشرين الثاني من كل عام ، مادامت الجهات المعنية بحماية البيئة ونظافتها لم تحقق شيئًا يستحق الذكر على أي صعيد في هذا المجال !.

وما الفائدة التي نجنيها من الاحتفالات والخطابات والكلمات الطنانة الرنانة ، مادام الصرف غير الصحي لمَّا يزل يتدفق تحت جسر شفيق العبيسي بساحة العاصي ؟.

ومادامت القمامة تتجمع وتتكدس في أحيائنا وشوارعنا على مستوى المحافظة ، ليومين أو أكثر قبل ترحيلها ، لعدم إمكانية نقلها يومياً لمكبات نظامية ، بسبب شح المازوت للسيارات أو الجرارات في القرى.

وعن أي حماية للبيئة نتحدث في يومها الوطني ، وقمامتنا ترمى بالعراء وفي الأراضي الزراعية لعدم وجود مكبات أو مطامر نظامية !.

وكيف يمكن للمسؤولين الحديث عن البيئة السليمة المعافاة ، وهي تنتهك كل يوم بالملوثات الصناعية التي ترميها بعض الشركات الخاصة في سرير نهر العاصي !.

وبمخلفات العديد من معاصر الزيتون التي تتدفق في الأراضي المجاورة لها .

وبدخان السيارات العامة والخاصة والدراجات النارية التي تنفثها عوادمها في الشوارع والطرقات .

وكيف يمكن لنا الاحتفال بالبيئة ونحن نعرف أن التلوث يغزونا من كل الجهات الست ، ولم نستطع الحد منه ولا التخفيف من أضراره ، ولا مكافحة آثاره ، رغم الاحتفالات السنوية والمهرجانات الفلكلورية ، ومئات المحاضرات التوعوية ، وآلاف الملصقات الورقية !.

وباعتقادنا ، الاحتفال بالبيئة يكون بالمنجز في حمايتها ونظافتها بالواقع ، بمشاريع حقيقية نُفِّذتْ هنا أو هناك من مناطق المحافظة وحققت نتائج ، قضت على التلوث و حمت الناس من أخطاره وأضراره ، وكل احتفال بغير ذلك فهو شكلي لا معنى له ولا قيمة !.

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار