نبض الناس…
لدى بعض شركات التأمين ، يمنع عليك المرض ومراجعة طبيب وإجراء تحاليل وصرف وصفة طبية أكثر من مرة بالشهر ! .
وكأن الأمر بيدك ، وكأنك تحب أن تمرض كثيراً وتزور الأطباء بين فينة وأخرى ، ليشخصوا حالتك المرضية سريريًا ، ويطلبوا إليك إجراء بعض التحاليل الضرورية ، ومن ثم لتصرف مايصفون لك من دواء من صيدلية ما متعاقدة مع شركة التأمين .
وكأنك قادر على التحكم بصحتك ، واختيار التوقيت المناسب لتمرض ، وتحديد المرض الذي ترغب أن يصيبك حتى ترضي الشركة التأمينية ، التي تقتطع مؤسستك قسطًا شهريًا من راتبك لها على مدار العام ، وقد لا تمرض خلاله ولا تراجع طبيبًا ولو لمرة واحدة !.
وبالطبع في هذه الحالة لا تتصل بك الشركة وتقول لك : عزيزي الزبون أنت لم تمرض هذا الشهر أو خلال هذا العام ، ونحن كشركة نشكرك لأنك لم تجرِ تحليلًا ، ولم تصرف دواءً.
بل تسكت وتقبض قسطها من راتبك ، وعندما تحتاج لأن تراجع طبيبًا أو تصرف دواء ، ترفض تغطيتك ماليًا ، كليًّا أو جزئيًّا ، وإذا اتصلت بها لتسأل وتستفهم ، يجيبك من اتصلت به أنك بحاجة لاستكمال الملف الطبي ، إي تحليل ما يسمى crp رغم أن الطبيب لم يطلب منك ذلك لأنك لست بحاجة له فمرضك واضح وظاهر ولايحتاج لهذا التحليل .
وإذا مرضت خلال شهر مرتين ، فيمنع عليك استخدام بطاقتك التأمينية في المرة الثانية حتى لو كانت نفقات الطبيب والتحاليل والدواء راتبك كاملًا أو ضعفه !.
ولو كان الأمر بيدك لفسخت العقد مع الشركة ، مفضلًا المرض على هذه المعاملة السيئة ، ولكنك ملزم به من دائرتك الفرعية أو مؤسستك المركزية ، ولكن مابيدك حيلة ، وما عليك سوى الرضوخ لعقد الإذعان التأميني !.
وباعتقادنا ينبغي أن يكون لمؤسسات الموظفين والعاملين بالدولة ، دور المدافع في هذا المجال لحماية عامليها .
إذ ليس من المعقول ولا من المنطقي أن يدفع الموظف من راتبه قسطًا شهريًا للشركة ، وترفض تغطيته عند مرضه مهما يكن ذلك القسط ، ومهما يكن مرضه .
فطالما الموظف يدفع على الشركة التأمينية أن تغطي ، وينبغي أن يكون مبدأ التعامل بينهما المرض لا المزاج !.
محمد أحمد خبازي