نبض الناس : البياضية .. والتهاب الكبد الوبائي

تشير المعلومات الرسمية الموثقة المحفوظة لدينا ، لوجود 40 بئرًا منزلية في أحياء قرية البياضية بريف مصياف ، ويستخدم الأهالي مياهها للشرب من دون تعقيم ، وهو ما تعزو إليه الجهات الرسمية الصحية وغير الصحية في المحافظة ، سبب تفشي التهاب الكبد الوبائي بين المواطنين ، وفي عدد من المدارس أيضًا !.

حيث سجل في الأيام الماضية أكثر من 100 إصابة بين تلاميذ وطلاب الحلقتين الأولى والثانية ، والمرحلة الثانوية ، وشفي منها ما شفي ، فيما عزلت حالات في بيوتها لتعالج بإشراف المنطقة الصحية والصحة المدرسية .

وإذا كانت مياه تلك الآبار بالفعل ، هي السبب الرئيسي لإصابة المواطنين والتلاميذ والطلاب ، المتكررة كل عام ، بالتهاب الكبد الوبائي ، فأين هي البلديات المتعاقبة بالقرية ، من هذه الآبار التي تؤذي مياهها المواطنين ، ولماذا لم تقم بواجبها في تعقيمها بالتنسيق مع وحدة المياه بمصياف والمؤسسة بحماة ، كي لا يتكرر المشهد المؤسف كل سنة ، ويصاب المواطنون وأبناؤهم بهذا المرض المقيت ؟.

والسؤال الأهم : لماذا يضطر المواطنون لاستخدام مياه هذه الآبار للشرب ، رغم علمهم أنها غير صالحة ؟.

مؤسسة المياه تقول : إن مياه شبكتها نظيفة وصالحة للشرب وضمن المواصفات القياسية السورية ، ولكن التقنين الكهربائي الطويل وشح المازوت الضروري لتشغيل محطاتها وآبارها ، غير متوافر بالكميات المطلوبة ، وهو ما يدفع المواطنين لتلك الآبار ! .

وباعتقادنا ينبغي للجهات المسؤولة في المحافظة ، معالجة هذه المشكلة ، معالجة جذرية وبحلول دائمة على عدة مستويات .

الأول : تأمين المياه النظيفة للأهالي وللمدارس بصهاريج المياه والمؤسسات الخدمية بالمنطقة .

والثاني : تعقيم الآبار المنزلية بشكل دوري وبإشراف وحدة مياه مصياف .

والثالث : تأمين كهرباء أو مازوت لمشاريع مؤسسة المياه ، ومهما يكن ذلك مكلفًا ، فحياة المواطنين والتلاميذ والطلاب أغلى .

فمن المؤسف والمخجل أن تتكرر هذه الحالة كل عام في البياضة الوادعة ، ومن دون أن يُحاسب أحدٌ على التقصير بخدمة الأهالي والحرص على صحتهم وسلامة أبنائهم !.

محمد أحمد خبازي