نبض الناس…
اجتماعات عمالية كثيرة على مستوى اللجان النقابية في كل القطاعات ، تتكرر فيها المطالب والمنغصات والهموم ، ويطرح فيها المعنيون المشكلات ذاتها التي لم يخلُ منها اجتماع أو لقاء عمالي بالمحافظة أو بالعاصمة ، على أمل أن يجدي التكرار نفعًا ، وأن تحقق الإعادةُ إفادةً ، للعمال في كل مواقعهم ومعاملهم وشركاتهم ومؤسساتهم ، وخصوصًا من حيث تحسين الرواتب والأجور ، وتثبيت العمال المؤقتين ، والتشميل التام لا الجزئي بالطبابة إضافة لعائلاتهم ، ومنح طبيعة عمل للفئتين الرابعة والخامسة ، وتحسين جودة الألبسة ورفع قيمة ” كرت اللباس” لتواكب الأسعار الرائجة لبعض الفئات العمالية ، إذ من المعيب والمخجل أن تكون قيمة الكرت في هذه الظروف 1200 أو 1500 ليرة !.
وكذلك تأمين نقل جماعي للعمال في بعض القطاعات التي تفتقر له ، والإسراع بمشاريع السكن العمالي ، وتشميل عمال المخابز بالمهن الشاقة والخطرة ، و .. و.. و !.
وبالتأكيد هي مطالب محقة ومشروعة ، ومن واجب القيادات النقابية العمالية طرحها في كل مناسبة ، ورفعها للاتحاد العام ، الذي أعدَّ خلال دوراته المتعاقبة ـ كما نعتقد ـ مجلدات بها للحكومة ، بل للحكومات السابقة واللاحقة ، ووضَعَها على طاولاتها ، لتنظر فيها وتستجيب لها ، كون العمال أسَّ الاقتصاد الوطني ، ومن الضروري جدًا إنقاذهم من بؤس وضعهم المعيشي ، ولكن كما يبدو لم يفلح الاتحاد العام بمساعيه ومجلداته إلًّا بالحدود الدنيا ، التي لم تكن بحجم آمال العمال وتنظيمهم النقابي !.
فلو أنه أفلح لما كانت تلك الهموم والمنغصات تتكرر في كل عام ، وفي كل اجتماع ولقاء عمالي أو غير عمالي !.
وباعتقادنا ، لن يسأم العمال من المطالبة بحقوقهم ـ وينبغي لهم ألًّا يسأموا ـ وسيكررونها حتى تستجيب الحكومة لها .
فالمثل الشعبي يقول : ” الطفل الذي لا يبكي لا ترضعه أمه ” ، ونأمل ألَّا يطول بكاءُ عمالنا !.
محمد أحمد خبازي