من يتابع مجريات الحياة اليومية للمواطن يلاحظ أن مختلف الحاجيات التي يطلبها قد اصابها التقزيم فلم يعد يحلم بأكثر من الحصول على مقعد في سرفيس او على خمسين لتر مازوت في السنة واسطوانة غاز كل ثلاثة أشهر او ان يتمتع بالتيار الكهربائي لساعة متواصلة دون رجفات وانقطاعات كل خمس ساعات أو أن تكفيه مخصصاته من الخبز أو أو ….
نحن ندرك جيدا الأوضاع والظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد من جراء ويلات الحرب الطويلة علينا والتي أنهكت جميع القطاعات وشملت جميع الأشياء المرتبطة بحاجات المواطن اليومية ،والسؤال الذي يدور في بال الجميع :لماذا تعرضت جميع احتياجاتنا إلى العملقة وتضاعفت الأسعار عشرات المرات بينما لا يزال دخلنا قزما صغيرا أمامها ،حتى احلامنا أصابها التقزيم ولم تعد تتجاوز حدود الحصول على لقمة العيش وأدنى متطلبات الحياة البسيطة ،ومانشهده من طلبات الاستقالة او التقاعد المبكر من الوظائف الحكومية وتنامي هجرة شبابنا وكفاءاتنا خارج القطر بحثا عن مصدر رزق إلا سببا مباشرا لتدني الدخل مقابل تعملق متطلبات الحياة وخصوصا بالنسبة للشباب فبناء غرفة واحدة يحتاج إلى عمر ثان من العمل بدون مصروف …فكيف سيعمل شبابنا في مواجهة هذه الأزمة الخانقة لتكوين أسرة والحصول على حياة كريمة..مايعني أن على حكوماتنا المتعاقبة العمل وبالسرعة الكلية على حلحلة هذه الخيوط المتشابكة وإلا فإننا أمام مستقبل لايبشر بالخير..
وهنا تحضرني أغنية السيدة فيروز في المقارنة بين الدخل والراتب القزمين وباقي متطلبات الحياة التي تتعملق بسرعة جنونية ، عندما قالت :سألونا وين كنتو ليش ماكبرتو.. بنقلن نسينا
فيصل يونس المحمد