ضفاف العاصي
تابع ملايين السوريين عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي فوز الطفلة السورية شام البكور البالغة من العمر سبع سنوات بالمسابقة العربية ( تحدّي القراءة ) المقامة في دولة الإمارات العربية في دورتها السادسة وهي المرة الأولى التي يتاح لسورية المشاركة فيها مسابقة شارك فيها ومنذ الإعلان عنها آلاف الطلاب من مختلف قرى ومدن ومحافظات سورية إلى أن تمت التصفيات النهائية بترشّح العشرة الأوائل للسفر والمشاركة
ما يمكن الحديث عنه هنا ومن باب تواصلي المباشر مع أبنائنا الطلبة وفي مختلف المراحل العمرية من خلال مشاركتي في غير لجنة تحكيم على مستوى المحافظة أو القطر في مسابقات ( مارتون القراءة – الشعر – ..الخ ) يمكنني أن أقول كما تبين لي : إننا حقيقة أمام جيل ليس كما يُشاع عنه أنه جيل هش ضعيف غير مبالي ..غير منتمي جيل العالم الافتراضي الأزرق ..جيل الفيس والواتس و..و..الخ ..
ما يمكن قوله هنا إننا أمام جيل يقرأ ويعي ما يقرأ جيل يقتني الكتاب ويباهي به ..
تواصلت مع شباب وشابات بمراحل تعليم أساسي وثانوي وجامعي واستمعت لهم ساعات وساعات وحاورتهم بما يقرؤون وبعض ما يكتبون وكم انتابني شعور بالمباهاة والاعتزاز بهم – بهن ..فحين يقف أمامك وأنت المحكم شاب يناقشك بطلاقة وبلغة سليمة وحضور أخّاذ بما يقرأ ..بما أضاف له الكتاب ..بما أثر على شخصيته ..
وحين تقف أمامك شابة تقرأ غيبا مئات الأبيات الشعرية في مناظرة شعرية وحين يفرغ مخزونها الحفظي تعمد إلى التأليف وتنجح ..
وحتى حين تزور روضة وتستمع إلى شدو عصافيرها وترقب بعض رسوماتها تقف مملوءا بفرح وغبطة وسعادة
وحين ..وحين ..تدرك كم يقع على عاتقنا كمثقفين وكمؤسسات ثقافية وتربية مسؤوليات جمة تجاه هذا الجيل المدهش في كل شيء ..كم علينا أن نعمل على تأمين بيئة حاضنة سليمة تمضي به تجاه مايستحق من بياض ومن نور وضوء
من هنا أقول لأبنائنا الطلبة : إننا أمام دورة جديدة من مسابقة تحدي القراءة ( الدورة السابعة ) وعلينا جميعا التوجه للمشاركة فيها وإن لم يكن بهدف الفوز والترشح فليكن بهدف تحدي الذات ووضعها في مكان تستحقه ..علينا أن نتجه لاقتناء الكتاب المناسب والعمل على وضع نواة حقيقية لمكتبة نباهي بها في القادمات من الأيام علماً أن سعر الكتاب لا يتجاوز سعر كيس بطاطا شيبس إن صح التعبير لاسيما اصدارات اتحاد الكتاب العرب ووزارة الثقافة
مسابقة تحدي القراءة لهذه الدورة في دائرة اهتمام وزارة التربية المطلق فعقدت الاجتماعات التحضيرية وشكلت لجان التنسيق وأعلن عن إطلاقها في مختلف مدارس سورية ..خطوة جد هامة تحسب لوزارة التربية .هي أيضا في دائرة اهتمام وزارة الثقافة والإعلام واتحاد الكتاب العرب ..في دائرة اهتمام جميع المؤسسات الثقافية المعنية
علينا العمل على تعزيز ثقافة الكتاب لدى الأبناء ..الكتاب الذي قيل فيه الكثير الكثير لما له من تأثير على النفس والروح فيعمل على تهذيبها وتشذيبها ومعالجتها مما يصيبها من وهن وترهل وتشوه
الكتاب خير جليس وخير أنيس وخير من يحافظ على توازننا في زمن الهزات والانكسارات المتتالية
عباس حيروقة