مشاريع تخرّج….

 

ضفاف العاصي…

لا شك أن مشاريع التخرج التي ينجزها طلبة الجامعات في سنتهم الدراسية الأخيرة ، يستحوذ على اهتمام الطلبة والجامعة والأهل ، وبالتالي تشكّل محطّة مفصليّة هامة  في حياتهم ، ويرتّب عليهم بذل المزيد من الجهد والمثابرة للتميز وتقديم كل ما هو جديد كلُ في اختصاصه ، هذه المشاريع بمجموعها تشكل قيمة علمية إضافية للطالب والجامعة على حدّ سواء ..
من يتابع تلك المشاريع سواء بالحضور في القاعات والمدرجات ، أو ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدرك جيداً أهمية تلك المشاريع في مرحلة البناء و إعادة الإعمار والتي يعوًل على شبابنا الانخراط فيها بقوة وبروح وطنية عالية ، لأن الأوطان تنهض وتتطور وتتقدم من خلال فكر وجهد شبابها الطموح والساعي للمستقبل بكل همّة واقتدار .
إن تنوع وغنى المشاريع التي يقدمها الطلبة وبإشراف لجان متخصصة من أساتذة الجامعات يعزز لدى طلبتنا منهجية البحث العلمي ، وتعزيز الثقة بأنفسهم وعلمهم ، وابتكار الأفكار الجديدة التي تواكب تطور المجتمع وتأمين حاجاته الضرورية والهامة .
إنّ سعي شبابنا وطموحاتهم الغنية تدفعهم لإنجاز تلك المشاريع بمسؤولية كبيرة كونها نقطة هامة ومفصليّة في مسيرة تحصيلهم العلمي وترجمة حقيقية وعملية لما درسوه من الناحيتين النظرية والعملية وبتوجيه دائم ومتابعة يومية للاساتذة المشرفين على تلك المشاريع وصولاً إلى مرحلة المناقشة والتقييم الشامل لتلك الأعمال والتي تعد نقطة الانطلاق في مسيرة العمل الميداني للطلبة وهم اكثر ثقة بأن ما أنجزوه وحصّلوه في مختلف ميادين العلم والمعرفة قد حان موعد قطافه واستثماره في مشاريع حيوية وتنموية تعود بالنفع والفائدة على كل أفراد المجتمع .
ايّاً تكن الظروف والضغوط النفسيّة والماديّة التي يتعرّض لها شبابنا لجهة تأمين فرص العمل أو تأسيس أسر أو …فإن موجة الهجرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة إلى دول عربية او أجنبيّة ، ليست هي الحلّ او الطريق الناجع لتجاوز هذه الأزمة او تلك ، إنما يتطلب الحل …سعي الجميع ، جهات عامة وأفراد لتجاوز تلك الصعوبات ودراسة واقع الشباب بكل مسؤولية وزج طاقاتهم وإمكاناتهم العلمية والحياتية في مسيرة اليناء وإعادة الإعمار .
وحتى نرتقي بمجتمعنا وبلدنا علينا ان نجيد استثمار تلك الطاقات ، وتشجيع الشباب على التمسك بوطنهم من خلال تأمين فرص عمل مناسبة وبأجور تتناسب وشهاداتهم وخبراتهم العلمية ، والحد من هذا النزيف المؤلم الذي لن يتوقف إلا بالمزيد من التشجيع لشبابنا للبقاء وإلغاء فكرة الهجرة من اساسها …
قولاً واحداً …الشباب هم عماد الوطن عليهم تنعقد الآمال والأحلام ، بهم يعلو البنيان ، ومن خلالهم يزدهي الوطن ويشمخ  …. الشباب هم امل الحاضر والمستقبل .
*حبيب الإبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار