نبض الناس
من المؤسف حقًّا أن ترفع الحكومة أسعار المشتقات النفطية ، كلما أرادت تغطية أي عجز في مواردها المالية ، وكأنها لا تعلم تمام المعرفة أن تلك جيوبنا خاوية ، بفعل الغلاء الفاحش الذي ضرب أطنابه فيها وأمعن في ثقبها وخصوصًا في هذه السنة حتى أصبحت كالمصفاة أو الغربال ، وأن رفعها الأسعار يزيد أصحاب تلك الجيوب شقاءً على شقاءٍ ، ومعاناةً على معاناةٍ !.
نحن نعي أن الحكومة تعاني مثلنا كمواطنين من الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا ظلمًا وعدوانًا ، ومن استنزاف ثروتنا النفطية والزراعية في الشمال السوري ، ونعرف تمام المعرفة أن الموارد المتاحة بين يديها لا تكفي لتأمين الحد الأدنى أو مادون الأدنى ، من أساسيات الحياة لمواطنيها .
ولكن بالطبع هذا لا يعني أنه كلما احتاجت تغطية عجزها بذلك ، ترفع أسعار المازوت والبنزين ، وهو ما يسهم بارتفاع أجور النقل ، وأسعار العديد من السلع والمنتجات الصناعية والزراعية والتحويلية ، ويزيد في تعب أرواح الناس المنهكة التي لم تعد تحتمل صمودًا ، ولا ادعاء بطولة ، ولا خطابات طنانة رنانة ، ولا تبريرات حفظوها كأسمائهم !.
وبالتأكيد من حق الحكومة أن تبحث عن مصادر لموارد جديدة ، ولكن بالتأكيد أيضاً ينبغي ألَّا تكون مخصصاتهم من المشتقات النفطية أو بذار أراضيهم الزراعية وسمادها ! .
إذ ينبغي لها التفكير خارج الصندوق ، وتأمين مستلزمات المواطنين بشكل لا يزيد منغصاتهم ، ولا يصعِّبُ حياتهم أكثر مما هي صعبة.
فبفضل سياستها الاقتصادية أصبحت قلوبنا كجيوبنا ! .
محمد أحمد خبازي