ضفاف العاصي
ابتسم ..ابتسم
يا نقيّ الفؤاد
إلى ممدوح عدوان
في ذكرى وفاته
شعر : عباس حيروقة
الحزينُ بكى
أم بكيتُ
أنا ؟!
لَمْ تَكُنْ يا صديقَ
البياضِ الكثيفِ بلا
حفنةٍ من وعولٍ
تجرُّ
هداياكَ ..
تمضي بها لليتامى
وتبكي..
بلادٌ من القهر
ضاقت على رفَّةٍ
أو هديلِ حماماتِها
أفقها للغرابِ
وللبومِ ..
أبناؤها .. وزَّعتهم
غُزاةَ المنافي
ونامت بحضرةِ
حرَّاسِها
في فراش
الغريبْ
لم يكن وجهُنا عن
شروقِكَ يوماً
يغيبْ
* * *
اصطفتك العذاباتُ
وجهاً لها
رفعتك صليباً
ومئذنةً
أو كنيساً
وأنت ترشُّ الصلاةَ
على الجائعينَ
وترفع كفَّكَ حين
التشهُّدِ ..
تدعو الإلهَ لئلاَّ
تطوفَ المدينةَ أنّاتُ
طفلٍ رضيعْ
تَسْتوي ..
في هداكَ
ونحن.. نضيعْ
* * *
قم تعال ..
جميعُ الجهاتِ تبعثركَ
الآنَ أنتَ تقابلُ
وجهَ رضيعٍ
يغيبُ كما
الأمَّهاتْ
من يقولُ لكَ
الطفلُ..ماتْ
خَنَقَتْهُ تجاعيدُ
هذي الحياةْ
القمامةُ في بيتِهِمْ
حَلْقِهمْ
خَلْقِهمْ
فابتعد كي تفاخرَ
أنَّكَ أطهرُ من مائِهمْ ..
فابتعد.. أو لماذا
نعم .. واقتربْ
واتسعْ
بل تحوَّل لعينٍ
لنا وحدنا
وابتسمْ ..
يا نقيَّ الفؤاد ْ .
أنتَ أحببتَ كلَّ النوافذِ
و الأرصفةْ
..أنتَ هِمتَ بكلِّ
العبادْ
ابتسمْ يا نقيَّ
الفؤادْ .