كيف يمكنك أن تقول لرب أسرة مكسور القلب والروح : كل عام وأنت بخير ؟.
وكيف يمكنك أن تقول لأرملة بالكاد تستطيع إطعام ولديها اللذين تركهما لها زوجها الشهيد ، كل عام وأنتِ بخير ؟.
وكيف يمكنك أن تعيد التهنئة ذاتها على مسمع أسرة ترتجف من البرد ، ولا تقوى على شراء ولوكان ليترًا واحدًا من المازوت بالسعر الحر ؟.
وكيف يمكنك أن تعايد بالعبارة نفسها ، شابًا يحلم بخطبة فتاة أحلامه وغرام الذهب فوق الـ 300000 ليرة ؟.
وكيف ستجرؤ على أن تقول له: “عيد سعيد “، في الوقت الذي يفكر هو فيه بكيفية توفير ثمن عش الزوجية ومستلزماته من الحد الأدنى من الأثاث والأجهزة الكهربائية ؟.
وكيف سترغبه بالزواج من بنات الوطن ، بينما بنات الوطن يفضلن الزواج من الشباب المغتربين بألمانيا أو الإمارات أو حتى الصومال ، ويسعين إلى ذلك جهارًا وليلًا ونهارًا ، عبر الماسنجر والواتس والتليجرام والإيمو والسكايب ؟.
بل كيف ستقول لأهلك وجيرانك وأحبائك : كل عام وأنتم بخير ياقوم ، وأنت تعلم أن القوم يصارعون لتأمين ربطة من الخبز وطبقٍ من البيض وبضعة ليترات من المازوت وأسطوانة الغاز ، ومواد الطبخة اليومية ؟.
فأي عام وأي خير إذا كانت الأرواح متعبة ، والقلوب شقية ، والحياة أضيق من خرم أبرة ؟.
ربما لأنك من عشاق الحياة ومبدعيها مهما تكن الظروف ، ولكونك لا تستسلم للأسى أو اليأس ، ستظل تبشِّرُ بالأمل وتغني للفرح ، وتدعو للناس بالمسرة ، وستبقى أبدًا ودائمًا تقول لهم كل عام وأنتم بألف خير ، لأنكم تستحقون كل خير وكل فرح ، وأنكم جديرون بالحياة الحلوة التي لا تحلو إلًّا بكم .
محمد أحمد خبازي