يترقب المواطنون في هذه الأيام الباردة أكثر ما يترقبون ، الرسائل التي تردهم على هواتفهم الجوالة ممنين النفس أن تحمل لهم البشرى باستلام الـ 50 ليترًا من مازوت التدفئة ، لـ ” يقبروا” فيها البرد على قلتها ! .
ولكن للأسف ، فمعظم الرسائل ـ ولا نقول كلها ـ التي ترد للمواطنين في هذه الأيام ، هي طلب ” رنة بغنية ” أو للإفادة من باقة نت ومكالمات ، على إحدى شبكتي الخلوية أو على الاثنتين معاً ، أو للنظر في برج اليوم ، أو للتسلية بباقة ألعاب شهرية وما شابه !.
وأما رسالة المازوت فتتمنَّع عن الوصول رغم حاجة الناس لها ، وكأن لاهمَّ لهم غير الأغاني والأبراج والباقات ، وكأنها تغنيهم عن المازوت في هذه الأيام التي لايرحم البرد فيها صغيرًا ولا كبيرًا !.
وبالطبع ، نحن نعلم أن ثمَّة رسائل وصلت لمواطنين واستلموا مخصصاتهم ، وهذا من أبسط حقوقهم ، وهنيئًا لهم بها ، ولكن نسبتهم ضئيلة مقارنةً بمن لم تصلهم رسائل حتى اليوم ، وقد سجلوا طلبات مع بداية موسم التسجيل !.
وبالتأكيد من الضروري تكثيف إرسال الرسائل مع زيادة مخصصات المحافظة من مازوت التدفئة ، كما يبشرنا المسؤولون الذين أكدوا غير مرة هذا الأمر .
فالكلام لايدفئ مواطنًا ، والتصريحات لا تنشر الدفء في بيوت يقيم فيها البرد والرطوبة .
محمد أحمد خبازي