الشاعر علي الزينة مخزون ثقافي، عاش طفولته مطالعا لدواوين الشعراء الكبار مثل أبي تمام والبحتري والمتنبي وغيرهم..محولاً ذاك المخزون إلى تدفق شعري ترجمه الكاتب بين الحين والآخر إلى مقطوعات وإلى قصائد حينا آخر.، كان للطبيعة الفضل الأكبر وهي جعلت منه شاعرا، وكان لقريته أبو قبيس منارة قبس منها جمال الزمان والمكان، وصهرهما في إيقاع حضاري مشترك،
يقول فيها:
قبضوا على وادينا بتهمة اختلاس الجمال من فردوس الآلهة
وعندما حاولوا استرداد الجمال
اعرضتِ الحور وأبين إلا المكوث فيه
فما كان من إله الجمال إلا الرضوخ
وضمه إلى ممتلكاته
هل أحمل الماء إلى النبع
وأنتم أدرى مني بتاريخ ميلاد النبع
ونقاء الماء النمير
– وفي محاولة لتأريخ حبه لقريته يقول:
لأبو قبيس منارةٌ وكتاب وجداولٌ
في سفحها تنساب
سرق الجمال جمالها أرثي له
فكأنه في نبعها بوابُ
العاشقون على الضفاف كأنهم
لولا رحابة صدرها أغرابُ
قمر يغازل طفلة الوادي التي ماتت هوى
والشاهد الحطاب
والراقصات على الغصون حمائم
قد غار من ألحانها زرياب
سرقت رسائلي الصغيرة وردة
والتوأمان الكحل والأهدابُ
يحيل الزينة أفكاره إلى القصيدة بأنها هي التي تكتبه وتجذبه بما يحسه ويتذوقه، كما يشكل الوطن لديه الذاكرة والدم الدفاق ..والعطاء الذي هو أجمل مافي الحياة بما يقدمه جنودنا رجال الوطن على الأرض و الشهداء أكرم من في الدنيا.
بدأ إلقاء الأبيات من العتابا، والعتابا بقوله لاتقل شأناً عن القصيدة وهي جناس وضربٌ من ضروب الشعر، هي لونٌ شعبي جميل يتغنى بها الأجداد والآباء وكل أهالي القرى، العتابا تراثٌ حقيقي؛ كانت تؤخذ في الجلسات والسهرات الجميلة، وتغنى من خلال المطربين الشعبيين، وعندما تُذكر العتابا يجب أن يذكر معها كاتبها كالشاعر العاشق المرحوم جميل جنيد الذي عاش قصة حب لم تتوج بالزواج و غنى له الكثير من المطربين الشعبيين، فكان النصيب الأكبر للمطرب المرحوم فؤاد غازي ملك العتابا.
المزيد...