من قامات حماة الأدبية الشاعر طلعت سفر

شاعر وأديب من مواليد مدينة حماه/السلمية عام ١٩٣٨،وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب .شارك في عدد من الملتقيات الشعرية التي أقيمت في المراكز الثقافية ومراكز اتحاد الكتاب العرب في سوريا، وخلال مسيرته الشعرية كان قد نال العديد من الجوائز ، أبرزها:
1- جائزة “الربيع الرقي” المركز الثقافي في الرقة
2- جائزة أبي العلاء المعري في معرة النعمان.
كما صدر له عدد من المؤلفات نذكر منها:
1- لا ضفاف للحزن
2- أوراق الغياب
3- صلاة للحزن
4- بقايا حلم
و هي مؤلفات تصدر عن روح ثرة ممتلئة بالحب و معاني الجمال و الألفة و الرقة، يؤكد ذلك ما تخلل القصائد من معان جميلة تألقت بين ثناياها جاءت موشاة بألفاظ ارتدت عباءات موسيقية أنيقة، و يمكننا أن نقف بعض الوقفات عند بعض هذه القصائد نتبين من خلالها سمات أسلوب الشاعر و أبرز ما جاء به من مواضيع.
ففي قصيدته ( خراب الغياب ) ضمن مجموعة ( أجراس الرحيل ) ص١٠٧ يأسر الشاعر قارئه ببيانه و جمال معانيه التي أوردها، وقد ظهرت لغته قوية عميقة محملة بشحنات عاطفية باذخة، اعتمد الشاعر فيما اعتمده من أدوات لتشكيل الصورة الفنية و المعنى على التلوين البصري و الإيقاعي و جملة من التنويعات الأسلوبية التي تخدم السياق.

هزّت تباشيرُ الصبا ….

أعطافها
واخضلَّ في الجنبات … حسنٌ ممرعُ

نهض الشبابُ ….
يرشُّ في قسماتها

أضواءه … و لكل شمس مطلعُ

و تفتقت أكمامه ….
عن وردة
بيضاء … يكسوها الجمالُ الأروعُ
تمشي .. ولا تمشي …؟
ففي خطواتها
ما في يمام الدار … حين يرجّعُ
شاعر مطبوع يكتب على نحو يذكرنا بالشعراء القدامى بجزالة ألفاظهم و قوة معانيهم و جودة قرائحهم الشعرية، معتمدا البحور الخليلية، وتظل له فرادته في التعبير عما يجول في نفسه ،يقول في قصيدته ( يا جارتا ) من المجموعة الشعرية ذاتها ص١٥٩:

يا جارتا

عتباكِ قد يبس الهوى

و تساقطت أغصانه أوراقا
سكنت مزامير الوصال
ولمّنا

زمنٌ يكحل بالنوى الأحداقا

ومن مجموعته قصائد و في قصيدته ( ضيعتي ) ص٩٦/٩٧يرصد التحولات الموجعة التي أصابت المكان الذي غدا جزءا لا يتجزأ من ذاكرته و طفولته ، وكيف استطاعت يد الزمان أن تبسط الشقاء على امتدادات و أبعاد هذا المكان فاستطاعت اللغة بمفرداتها وتراكيبها و أساليبها المتنوعة أن تعبر عن معاني التحول و التغير السلبي و الشقاء و التوجع و الخوف و الهجران، و ربما يشي العنوان الذي هو ضيعتي بضياع الشاعر في تفاصيل المكان و تحولاته بعد أن آل إلى ما آل إليه بعد أن كان المكان الذي يحتوي طفولته العذبة و كل ملامحها :

لي ضيعةٌ …
كجراح العشق … موجعة
لكن قلبي على أهدابها صُلبا
تسللت …
من يد النعمى … و أسلمها

دفع الليالي بها …الأحداث و النوبا
أزرى اليباب بخديها …
و زينها

ما طرز الأمس في ساحاتها لعبا
أرخى الزمان عليها …

ظلَّ شقوته
فامتد مثل سواد الليل … منسحبا

يبقى أن نقول إن الشاعر استطاع أن ينقل ما أحس به و رآه و سمعه بصورة ترتقي و تقترب من الإدهاش ،و إن مجموعاته جديرة بأن تكون قريبة من قلب كل قارئ و سامع و بمتناول كل دارس .

براء عبدو أحمد

المزيد...
آخر الأخبار