أستاذة الدراسات العليا في كلية الآداب/ قسم اللغة العربية/جامعةحماة، و عميدةالمعهدالعالي للغات فيها من سكان_مدينةحماة 1972، و تشغل منصب #رئيس_قسم اللغة العربية في كلية الآداب / #بحماه. كما أشرفت و تشرف على عدد من رسائل الماجستير و الدكتوراه .
شخصية علمية متألقة في مسيرتها العلمية الحافلة بإنجازاتها. و التي قامت خلالها بنشر عشرات المقالات و الأبحاث و الدراسات في مجلات علمية محكمة داخلية و خارجية . و في مقالنا ذا سنقف عند بعض دراساتها التي استطاعت من خلالها أن تلقي الضوء على مرحلة شائكة من المراحل التي مر بها الأدب العربي في مسيرته الحياتية و هي المرحلة التي امتازت بالتمازج الثقافي مع كل من الإغريق و الفارسيين و الهنديين . فلا شك و الحال هذه أن يتسم الأدب في هذه المرحلة بسمات التطور و التحول و التي وقف الدارسون منها موقف الرافض و المتقبل .
( الشعر العباسي و فن التشكيل ) هو كتاب صادر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب – دمشق ٢٠١١، ويقع في ٣٧٦ صفحة . تنطلق فيه الكاتبة من فكرة مؤداها” أن الإحساس الجمالي في أي عمل فني …. لا يتعلق بالشكل المنفصل أو المنعزل عن مضمونه، إنما يتعلق بالتركيب الخاص للمستويات المتنوعة التي تؤثر في أبنيته” فالشعر يعد الناطق الوجداني عن أحوال الأمم و عن ثقافتها و قيمها و تاريخها ، فهو إذاً يتشكل بتأثير عناصر حياتية مختلفة ثقافيا و فكريا و اجتماعيا و سياسيا و اقتصاديا، و قد خلصت الباحثة فيما ذهبت إليه إلى” أن حالةً خاصة من فهم الجمال و طرق التمتع به ووسائل الوصول إليه و أدوات فنية للتعبير عنه قد تكونت لدى الشعراء العباسيين”
و في ضوء اهتمامها بالتراث و الإبانة عنه تقف الدكتورة الباحثة عند مكمن تستقرئ من خلاله جماليات التراث الذي يستحضره الأديب في صورته الشعرية من خلال التناص الذي يوظفه الأديب في نصه فيعطيه قيمة و غاية و وظيفة .
و قد تناول بحثها الموسوم بعنوان ( الصورة التراثية في شعر ابن القيسراني ) الصورة الشعرية التي أنتجها ابن القيسراني استنادا إلى التراث، حيث ركزت على منظومة التناص بين ما قدمه ابن القيسراني و بين النصوص التراثية التي شكل من خلالها صوره الشعرية و وقفت على مشروعية هذا التشكيل و أبعاده الجمالية و الدلالية .
علاوة على ذلك فقد ظهر اهتمامها بالشعر الصوفي الذي كان ملمحا جديدا من الملامح التي ظهرت في تلك المرحلة من خلال بحث لها بعنوان ( الحوار اللامرئي بين الفن الإسلامي و الشعر الصوفي العباسي ) فقد وقفت عند بعض الحوارات الداخلية بين الفن الإسلامي و الشعر الصوفي في الحقبة العباسية و هي كما عبرت محاولة تجسد شكلا من أشكال قراءة حالة التواصل الكامنة بين الفن و الأدب اللذين يمثلان الحالة الفكرية السائدة آنداك، و قد اعتمدت على كشف القاعدة النظرية الفكرية التي انطلق منها كل من الفن الإسلامي و التصوف، و من ثم وقفت على نقاط الالتقاء الحوارية الداخلية بين هذين الفنين فضلا عن التعريف بالخصوصية التي اكتسبها الشعر الصوفي من خلال بعض الرموز و المعاني التي اعتُمِدَت في تشكيلاته لتصل أخيرا إلى أبرز الملامح التي توصّف هذا الحوار .
أبحاث جديرة بكل تلقٍ و رعاية واهتمام لما تتضمنها من أفكار و آراء و مصادر مهمة يمكنها أن تغني الباحثين و الدارسين و المهتمين بالأدب العباسي عامة والشعر العباسي خاصة .
براء عبدو أحمد