ليس غريباً على السوريين لهفتهم وغيرتهم ، والعمل بيد واحدة ، وبقلب واحد عندما تتعرض حياة البعض منهم للخطر جرّاء الأزمات أو الكوارث الطبيعية ، اقول ليس غريباً عليهم حسّهم الوطني العالي ، وسرعتهم في فعل الخير ، وتقديم المبادرات والحلول للكثير من الصعوبات والمشكلات الطارئة ، لأنهم صنّاع الحياة ، أبناء الشمس والحضارة والتاريخ …
ما رأيناه او سمعناه أو قرأناه من إستجابة فورية وسرعة في العمل ، ومبادرة آنيّة من مختلف الوزارات و المؤسسات والإدارات والمنظمات والنقابات ، وبمؤازرة من حماة الديار رجال الجيش العربي السوري ، وقوى الأمن الداخلي ، وهيئات المجتمع الأهلي بعد الزلزال الذي وقع فجر الإثنين ، وكان له اضرار بشريّة ومادية في بعض المحافظات …
هذا التحرك الرسمي وعلى أعلى المستويات والتحرك الشعبي جعلنا نشعر بأن السوريين يستطيعون ان يبلسموا جراحهم ويخففوا من آثار الزلزال على صعيد الافراد والأسر والمجتمع .
إنّ سرعة الاستجابة من قبل هيئات الإنقاذ والدفاع المدني والمؤسسات الخدمية بإمكاناتها وطواقمها كان له كبير الأثر في إنقاذ من علق تحت الأنقاض وإسعافهم إلى المشافي والتي تعمل بجهوزية عالية لتقديم العلاج والدواء للمحتاجين .
في نفس الإتجاه ثمة مبادرات عامة وفردية لتجهيز مراكز إيواء في المدن الجامعية ومقرات الشبيبة والمساجد و…إضافة لتأمين وسائط نقل من مراكز المحافظات لنقل طلبة الجامعات إلى مدنهم وقراهم ..إذاً نحن امام حالة مجتمعية تتسم بالرقيّ والسمو ، حالة تنم عن اخلاق السوريين وتكاتفهم وتعاضدهم في الأزمات والملمّات ، وهذا ليس غريباً أو جديداً أو طارئاً ..
السوريون الذين يجمعهم حبهم لوطنهم وعشقهم لأرضهم الطيبة يتقاسمون الرغيف الذي يسد رمقهم ، والغطاء الذي يوزع عليهم الدفء ، ويقيهم من برد الشتاء ، نعم هذا هو حال السوريين في حياتهم ، في دفاعهم عن وطنهم ، في صبرهم وحمايتهم لمقدّرات بلدهم ، وهم مهما إشتدت الخطوب سيبقون البُناة ، الأباة ، صُنّاع الحياة …
*حبيب الإبراهيم