عندما يبكي رجل عجوز لأن لجان الكشف الحسي الهندسية لم تسجل له منزله آيلًا للسقوط أو متضررًا بفعل الزلزال ، ليلجأ إلى مركز إيواء ، فاعلم أن الجوع الكافر دفعه لذلك ، وأن سياسة الحكومة الاقتصادية سبب دموعه .
وعندما تقيم أسر كثيرة غير متضررة بمراكز الإيواء ، لتحصل على معونات ومساعدات ، مادية وعينية ، فاعلم أن الفقر دفعها لذلك ، وأن ضعف قدرتها الشرائية على توفير الحد الأدنى من الطعام والشراب ، جعلها تريق ماء وجهها مقابل ما يسد جوعها .
وعندما ترى البصل في بلد البصل أغلى من الموز المستورد ، فاعلم أن حيتان الفساد لا تخجل من رائحتها النتنة ، ولاتخشى حملة تطهير أو محاسبة .
وعندما تعاني يوميًّا من الغلاء الفاحش الذي هو في تنامٍ مطَّردٍ ، بينما راتبك في تضاؤلٍ متواصل ، فاعلم أنَّك مهما صرخت واستغثت لن تنجدك الحكومة ولن تحسن دخلك الشهري ، حتى لو ملأت الأرض صراخًا !.
فبالتأكيد هي تعرف أن كل شيء ارتفع سعره أضعافًا مضاعفة ، بدءًا من الخدمات العامة وأجور النقل والدواء ، والمحروقات ، والمواد الغذائية وغير الغذائية ، وحليب الأطفال المفقود ، ولكنها لن تزيد راتبك ، فذلك يحتاج إلى موارد ، والموارد شحيحة !.
وعندما ترى وتعلم كل ذلك ، فما عليك سوى الصمود والصبر ، فالصمود يمنحك قوة لمواجهة الظروف الصعبة ، وأما الصبر فما بعده سوى الفرج !.
محمد أحمد خبازي