على ضفاف العاصي
(إلى بناة الأجيال في عيدهم………… )
من عيونكم يهطل الغمام.. وتخضرّ الرؤى, تطير القبّرات في أفياء الروح, لا شيء يشبه فرحتكم وأنتم تقطفون ثمرة النجاح …. من حروفكم الذهبيّة ننسج عباءة لأحلامنا القادمة, ومن نبرات صوتكم نُشكّل سيمفونية العمر المسافر مع الندى.. أنتم شراع لذاتنا ،ورود ٌعلى ضفاف المستحيل. …من زجاجات عطركم ننثر طيب المحبة, ومن عبق كلماتكم نرسم وجه القرى النائمة على حواف المدى.. نمدّ أيدينا تعانقُ أيديكم التي لم يطلها صقيع الأيام ولا ضجيج المدنيّة.. نفتَش في الحقائب الهرمة عن جواز سفر إلى عالمكم المفعم بالطيبة والمودة والحنان.. أنتم زرعتم حقولاً من الياسمين والندى, بيادرنا سنابل خير وأناشيد عطاء, زرعتم فينا كيف يكون العطاء أنهار عشق للوطن والجمال والحياة.. , نمد أيدينا لكم.. نشعر بدفء المكان, نجمعُ حروفنا المسافرة أهازيج عشق وأضمومات حبق ننثرها على جباهكم, وأنتم من لوّن حياتنا بالحب والمودة والرياحين. بكم يستريح الزمان, ومن أكفكم يتدلى الندى والياسمين, كم شراع يسافر في الفؤاد! وكم راحلة تنهض في عجل! أنتم من لوّن الفيافي خضرة وجداول عشق, في كل يوم تزرعون وردة على جيد الوطن فيزهر ربيع العمر قامات باسقة مزنّرة بالشهامة والمحبة والفداء.. نبدأ معكم مشوار العمر الذي وزعتموه للبراعم فاشتد عودها.. جمعتم من حنايا القلب وشاحاً ساقه المزن سريعاً إلى غمار الذاكرة… باكراً في الصباح تطوى الطرقات, والأقدام ما فتئت تجول في الباحات, والقاعات مع قرع الجرس تتداخل فيها الأصوات.. لاشيء يباعد بيننا.. القلب مفتوح على الأشرعة يعانق بحنو خفقات حُماة الديار… أنتم ياسمين العمر, بوابات الصباح مفتوحة على المدى, في حياتكم رسالة ولا أنبل.. وفي قلوبكم حب مفعم لصغار يَحبونَ, وكبار نهلوا الوطنية والغيرية واحترام الحق وحب الوطن.. أنتم من يزرع.. أنتم من يبني.. في قاماتكم البهيّة ويرتسم الصدق والأمانة, ومن عيونكم تنداح مشاعر الحب. العالم بين يديكم والأفق رحب, اليوم تغيّرون رسم الاتجاهات وتصحيح ما اعوج, لا خوف على وطن أنتم بُناتهُ لأنكم دائماً وأبداً بناة الأجيال (تبنون الإنسان والإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة)… في ليلكم يذوب الصباح, وفي أمسياتكم يعرش البنفسج حكايات حب ووجد وهيام.. نجيءُ إليكم حلماً وردياً يانعاً كما الصبايا في بلادي …ننثر على قاماتكم العالية ، جباهكم الشامخة ازاهير الربيع ، نمضي معكم في مسيرة العلم والمعرفة ، لأنكم كنتم وستبقون بُناة الاجيال ..بُناة الوطن …في عيدكم نقول ُ لكم كلّ عامٍ وانتم بألف خير …
*حبيب الإبراهيم