نبض الناس
يردد المسؤولون المائيون في كل صيف ، الأسطوانة المشروخة ذاتها حول شح مياه الشرب وتفاقم أزمتها في عموم مناطق المحافظة ، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، في تبرير تقصيرهم بإرواء الناس وتأمين الحد الأدنى لهم من الاحتياجات المائية للاستخدامات المنزلية ، بـ ” زيادة الاستهلاك وضعف الضخ ” ملقين اللوم على الكهرباء !.
بينما عند التغني بالبطولات تراهم يعددون الإنجازات في محطات الضخ والآبار التي مُدِّدَت لها خطوطُ كهرباء معفاة من التقنين ، وأخرى رُكِّبَت لها طاقة بديلة بالتعاون والتنسيق مع المنظمات الدولية العاملة بالمحافظة ، وأخرى زُوِّدت بألواح شمسية بالعمل الشعبي ، وبمشاريع مياه في المدن ، كمشروع شبكة الأغا خان للتنمية في مدينة سلمية ، الذي نفذ لدعم شبكة المياه بالمدينة ولم يستفد منه المواطنون شيئًا لتاريخه ، وفي القرى حيث حُفِرت آبارٌ وخصصت لها كميات من المازوت ولكنها لم تروِ عطش المواطنين ولم تحل أزمتهم الخانقة !.
وبالطبع هذه المشاريع كلفت مئات المليارات من الليرات ، ولكنها لم تضف أيَّ تحسن ملحوظ في واقع مياه الشرب المتردي ، ولم تقضِ على معاناة الناس !.
وإذا كان كلامنا غير صحيح ، فليدلُّنا مسؤولٌ مائي على مدينة أو قرية لايعاني أهلوها أشد معاناة بالحصول على الحدود الدنيا من حاجتهم المائية ـ ولا نقول هنا بحسب المعايير العالمية ـ أو لا يشترون مايستطيعونه ماديًّا من الصهاريج غير المحمودة ، أو لا يراجعون مؤسسة المياه بحماة أو وحداتها بالمدن والأرياف طالبين النجدة من هذا الواقع المتردي !.
وبالتأكيد نحن لا ننكر ـ بل لا يمكننا أن ننكر ـ دور استنزاف المياه الجوفية و التقنين الكهربائي في أزمة المياه الخانقة بعموم المحافظة ، ولكن يجب على المسؤولين المائيين وغير المائيين ألَّا ينكروا دور كسر الخطوط ـ وعددها 103 على الخط الغربي بمنطقة الغاب على سبيل المثال ـ والتعديات على الشبكات وسكوتهم عليها وتقاعسهم عن قمعها ، في هدر المياه وضياعها بالوقت الذي يلوب فيه المواطنون على قطرة ماء يبلون بها حلوقهم .
محمد أحمد خبازي