نبض الناس..
في عشرين أو 10 دقائق من الكهرباء بعد كل 5.50 ساعات ، يمكنك أن تفعل الكثير ، لكن المشكلة بك وفيك ، فأنت مواطن ذو لسان طويل و ” نقَّاق “ولا يعجبك العجب ولا الصيام برجب !.
ففي هذه الدقائق العشر ، يمكنك أن تشحن بطاريات الليدات ، والجوالات ، وأن تغسل ثيابك البيضاء والملونة ، وأن تكوي قميصك وبنطالك اللذين سترتديهما عند ذهابك لعملك ، لتوفر بذلك أجرة كيهما عند ” المكوجي “ الذي يأخذ 2000 ليرة عن كيِّ القميص و4000 ليرة عن البنطال ، لأنه يكوي بالطاقة البديلة !.
ويمكنك أن تعبئ خزان منزلك بمياه الشرب على سطح منزلك ، كيلا تضطر لإراقة ماء وجهك لصاحب صهريج لتعبئة 5 براميل بـ 18 ألف ليرة كل 6 أيام .
بل ويمكنك أن تتنعم بهواء المروحة في هذا الجو الحار وخصوصًا عند الظهيرة ، وأن تمد يدك إلى البراد وتسحب قنينة لتشرب كأس ماء باردة بدلًا من تلك التي تصلح للمتة من غير تسخين !.
بل ويمكنك أن تطهو طعامك وتأكل منه وتحفظ الباقي ليوم الغد ، وتخرجه من الثلاجة سليمًا وصالحًا للأكل ، لا رائحته تزكم الأنف ولا طعمه مقرف ، ولا ترميه في كيس القمامة من دون أن تتحسر على خسارتك المادية !.
في عشر دقائق من الكهرباء يمكنك أن تفعل الكثير ، ولكن أنت مواطن” نقَّاق” بطبعك وتحب أن تشكو دائمًا ، ولا تستحي من النق والشكوى ، ولا ترى غير النصف الفارغ من الكأس !.
فماذا يعني إذا تعطلت حياتك وأعمالك وأشغالك ، وماذا يعني إنفاقك نصف راتبك ” الضخم “ على تعبئة مياه للشرب والاستخدامات المنزلية كل شهر.
وماذا يعني بالنسبة إليك إذا كانت مخصصات المحافظة من الكهرباء مابين 90 – 120 ميغا ، ونصفها للخطوط المعفاة من التقنين ، ولو كانت كلها للقطاع العام لن تزعل بل ستفرح بالتأكيد ، لأن شركات بلدك الإنتاجية ومعامله تعمل وترفد الاقتصاد الوطني بمردود عام .
ولكن بالواقع فرحتك ناقصة كون أكثر من نصف تلك الخطوط الذهبية وعدد ميغاتها 27 – 30 للقطاع الخاص ، الذي يسدد قيمتها للحكومة من لقمتك وليس من جيبه !.
محمد أحمد خبازي