في يوم اللغة العربية ..مطلع من قصيدة للشاعرة الكبيرة مروة حلاوة

أنثى وتزدحمُ النجوم بشالها
لتقدّ روحَ الضوء من صلصالها
ظلّت على مَرِّ الزمان صبيّةً
حتّى كأنّ الدهرَ من أطفالها
رسختْ بذاكرةِ الصحارى واحةً
غمَز الترابُ غمامتين ببالها
بدويةٌ من آلِ “يَعربَ ” أُلبِستْ
ثوباً سماوياً لربّ جِمالها
هو أوَّل العربِ استقلَّ بلهجةٍ
ذهبتْ لآخر نسله بمقالها
وجرتْ على فمهم كأكرم خيلهم
والخيلُ إنَّ الخيلَ من خيّالها
تَفتَرُّ أزهارُ الحروف خضيلةً
لتبوحَ أشجارُ الرؤى بغلالها
ألقت على الشعراء أثقلَ حملِها
من غيرهم قدروا على أحمالها
نفروا خِفافاً عاشقين وخلّفوا
صرح النُّحَاة يَخرُّ من أثقالها
بلُّوا لهاةَ البيد من أندائهم
لمّا عنى النقّادَ سبرُ رمالها
وأنا ابنة المعنى أنا ابنتها و لي
منها صفاتُ جمالها وجلالها
من كنزها كحلي و درُّ أساوري
و ملابسي نُسِجتْ بكفّ خيالها
طرّزتُ بالذهب العتيق حريرَها
ونقشتُ من شغَفي على أوصالها
أكلت عصافير الحروف سنابلي
وأنا سفحتُ محابري لسجالها
للقبّرات غناؤها وقصيدتي
بالضوء ساريةٌ لقدس جَمالها

المزيد...
آخر الأخبار