الفداء تنشر النص الفائز بالمركز الثاني في مسابقة فرع حماه لاتحاد الكتاب للعرب للأدباء الشباب لعام 2023. لوعةُ الفقد *عامر رزوق
كم حالَ صمتيَ بينَ الناسِ والوجْدِ وكم غلى خافقي.. والوجهُ في بردِ
وإنّ في الصمتِ صوتاً ليسَ يدركه.. إلا عليمٌ بأنَّ البوحَ لا يُجدي
فالبوحُ يجرَحُ -مثلَ السيفِ- سامعَهُ وإنَّ أوَّل جرحٍ كانَ بالغمْدِ
فإنْ بدا لكمُ ما كنتُ أكتُمهُ.. حسبيْ بأنيَ أخفيتُ الهوى جَهْدي
وكيفَ أُخفي هوىً كالبدرِ في ظُلَمٍ.. أَعني كوجهِكِ لم يأفَلْ منَ المهْدِ
****
لم أخترِ الحبَّ رغماً بل طواعيةً.. ولست أنوي رجوعاً مثلَ مُرتدِّ
فإنّما الحبُّ دينٌ لا يَدينُ بهِ.. إلا الفؤادُ الذي يبقى على العهدِ
لمْ أخترِ الحبَّ.. بل صادفتُ غانيةً.. عيونهُا ما لها -كالموتِ- من بُدِّ
واللهِ لو وُلِدت في جاهليتنا.. كنّا لعمرِيَ لم نسمع عن الوأدِ
فالليل بعض سوادٍ من جدائلها.. وحُمرةُ الفجر مقدارٌ من الخدِّ
وصوتُها مثلُ سمفونيةٍ.. فترى تمايُلَ الوردِ كالصوفيِّ في الوِرْدِ
تمشي فيخضرُ عشبُ الأرضِ مُزدهياً.. وقد تغارُ المها من ميسةِ القدِّ
حازت جمالاً نأى عن كلِّ منقصةٍ.. وحُزتُ ليلاً منَ الأشواقِ والسُهدِ
كأنَّ يوسُفَ أوصى بالجمال لها.. ولم يدع ليَ إلا لوعة الفقدِ
* عامر رزوق طالب طب بشري في جامعة حماه – سنة خامسة