النص الفائز بالمركز الثاني في مسابقة الراحل المبدع ممدوح عدوان التي اقامتها مديرية الثقافة بحماة:
لم تسعَ البشريّة يوماً إلى السَّلام
بل إلى هدنة بين حربين
(طومسون)
إذا خنتُ القصيدةَ ,
سوفَ أعرى .. !
فهبني من لدِّنِ الرّيحِ
عذرا ..
لأنَّ البحرَ
قاموسُ الأحاجي ..
أسمّي ظلّي المرئيَّ
بحرا ..
فأُفرِغُ حينَ أومضُ
ذاتَ شعرٍ ..
لألتمسَ المجازَ
عليَّ صبرا ..
أحلّقُ في سماواتِ الأغاني ..
أعلِّقُ نجمةً ..
وأزيحُ أخرى ..
وأتركُ في حوانيتِ القوافي
على رفِّ السُّدى
ماليس يُشرى ..
انا غيمٌ رواقيُّ السَّجايا
أكاثفُ فكرتي ..
فأسيلُ شعرا ..
أغنّي للحياة ،
لكي أراها ..
على إيقاعِ موسيقايَ
سكرى ..
أسافرُ في (البياتِ)
إلى الأعالي ..
وأعصرُ في جرارِ (الرّستِ)
خمرا ..
وحيداً كنتُ في
غارِ التجلّي
أتى وحيُ الكلامِ
وقالَ : إقرا ..
وأدلى دلوَه في بئر ذاتي ..
وراحَ إلى المجازِ
يزفُّ بشرى ..
أنا نصٌّ سماويٌّ شفيفٌ ..
تمرُّ المفرداتُ عليهِ تترى ..
أغنِّي للقلوبِ ،
فكلُّ جرحٍ ..
إذا وقعَ الغناءُ
عليه يبرا ..
وألتقطُ الظّلالَ
من المرايا ..
لأرسمَ جنّةً ..
وأزيلَ صحرا ..
وصوتٌ موسويٌّ
بي ينادي : ولو شئتَ
اتخذتَ عليهِ أجرا ..
أغنِّي للطفولةِ
إذ أُريقَتْ
ومازالتْ تفيضُ
ندىً .. وطُهرا
أغنِّي للصبايا
في ( جباليا )
كنصٍّ مُشتَهى ..
ما زلْنَ بِكرا
إذا ما شالُ إحداهنَّ أُرخى ..
تساقط شعرُها الذهبيُّ نهرا ..
أغنّي للدماءِ
إذا استُبيحتْ ..
لصوتِ الأمّهاتِ
يمتْنَ قهرا ..
لنخلاتِ العراق
وهنَّ جرحى .. !
لأشجارِ الجليلِ
وهنَّ أسرى ..!
أغنّي للبلادِ ..
وقدْ تغشّتْ
تجاعيدُ المكانِ
أسىً وفقرا ..
لهذا العالمِ السّاديِّ
إذ ما يبايعُ قيصراً
إنْ ماتَ كسرى ..
وأكتبُ في المراثي كيفَ كانتْ
تفرّقُ سبعةُ الأبوابِ مصرا ..
أغنِّي للشتاتِ
وللمنافي ..
لتغلبَ لم تزلْ
تغتالُ بكرا ..
وأصعدُ في
الموشح نحوَ ذاتي
أمدُّ الوقتَ
معراجاً وإسرا ..
وأدخلُ حافياً
قشتالةً كي
أعلّقَ ( للموريسكيين )
ذكرى ..
أغنَّي كي أقولَ
بأغنياتي ..
لهذا العالمِ
الوحشيِّ : شكرا ..
•احمد زيد